فضائل شهر الله محرم وعاشوراء




الحمد لله رب العالمين،الرحمن الرحيم،مالك يوم الدين،لا إله إلا هو يحكم ما يشاء ويفعل ما يريد,يا من لا تراه العيون,ولا تخالطه الظنون,ولا يصفه الواصفون,و لا تغيره الحوادث,ولا يخشى الدوائر,يعلم مثاقيل الجبال,ومكاييل البحار وعدد قطر الأمطار,وعدد ورق الأشجار,أعد علينا الأشهر الحرم أعواما متتالية,وارزقنا الزهادة في الدار الفانية,وارفع منازلنا في جنك العالية،وأشهد أن حبيبناوعظيمنا وقائدنا وقدوتنا محمداً رسول الله,كان دائم الصلة بالله  يصوم والناسُ مفطرون,ويقوم والناس نائمون  يذكر الله والناسُ غافلون,صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله وَصَحبه وَسلم تسليما متواليا مُتَّصِلا اتِّصَالًا كَبِيرا,متأرجا عطرا نافحا,ومسكا شاذيا عبيرا,أما بعد:

عباد الله:إن من نعم الله على عباده أن يوالي مواسم الخيرات عليهم على مدار الشهور والأيام,ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله،فما أن انقضى موسم الحج المبارك إلا وتبعه شهر كريم مبارك،هو شهر الله المحرم,أول شهور السنّة الهجرية,وأحد الأشهر الحُرُم التي قال الله فيها:{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}.
وأخرج  البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:{السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا,مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ,ثَلاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ:ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ،وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ}.
ذكر ابن كثير في تفسيره عن قتادة أنه قال:{إن الله اصطفى صفايا من خلقه:فاصطفى من الملائكة رسلا،ومن الناس رسلا،واصطفى من الكلام ذكره،واصطفى من الأرض المساجد،واصطفى من الشهور رمضان والأشهر الحرم،واصطفى من الأيام يومَ الجمعة،واصطفى من الليالي ليلةَ القدر، فعظموا ما عظم الله,فإنما تعظيم الأمور بما عظمها الله به عند أهل الفهم وأهل العقل}.
وفي هذا الشهر حصل فيه حدث عظيم،ونصر مبين،ظهر فيه الحق على الباطل،حيث أنجى الله فيه موسى عليه الصلاة والسلام وقومه,وأهلك فرعون وملئه،فهو يوم له فضيلة عظيمة وحرمة قديمة،هذا اليوم العاشر من شهر الله المحرم وهو ما يسمى بيوم عاشوراء.
وقد وردت أحاديث كثيرة عن فضل يوم عاشوراء وصومه,وذلك لمارواه مسلم في صحيحه من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:{أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ،شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ,صَلَاةُ اللَّيْلِ}.
 وفي الصحيحين عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا،قَالَ:{مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلَّا هَذَا اليَوْمَ،يَوْمَ عَاشُورَاءَ،وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ}.
وكما أسلفنا من قبل أن يوم عاشوراء له فضيلة عظيمة وحرمة قديمة،وكان موسى عليه الصلاة والسلامُ يصومه لفضله،وليس هذا فحسب بل كان أهل الكتاب يصومونه،وكذلك قريش كانت تصومه في الجاهلية الجهلاء,وكان صلى الله عليه وسلم يصوم يوم عاشوراء بمكة ولا يأمر الناس بالصوم،فلما قدم المدينة ورأى صيام أهل الكتاب وتعظيمهم له،وكان يحب موافقتهم فيما لم يؤمر به،صامه وأمر الناس بصيامه،وأكد الأمر بصيامه والحث عليه،حتى كانوا يصوّمونه أطفالهمفي الصحيحين عن عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا،أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا،يَوْمَ عَاشُورَاءَ،فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:{مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ؟},فَقَالُوا:هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ،أَنْجَى اللهُ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ،وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ،فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا،فَنَحْنُ نَصُومُهُ،فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:{فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ,فَصَامَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ}.
وفي الصحيحين أيضاً عن عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ،قَالَتْ:أَرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قُرَى الأَنْصَارِ:{مَنْ أَصْبَحَ مُفْطِرًا،فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ وَمَنْ أَصْبَحَ صَائِمًا،فَليَصُمْ}،قَالَتْ:فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ، وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا،وَنَجْعَلُ لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ العِهْنِ،فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهُ ذَاكَ حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الإِفْطَارِ}.
فلما فُرض صيام شهر رمضان ترك النبي أمر الصحابة بصيام يوم عاشوراء،أخرج الشيخان في صحيحيهما عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا،قَالَ:{صَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَاشُورَاءَ،وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ تُرِكَ}.
وفي الصحيحين أيضاً عن معاوية قال:سمعت رسول الله يقول:{هَذَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ وَلَمْ يَكْتُبِ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ،وَأَنَا صَائِمٌ، فَمَنْ شَاءَ فَلْيَصُمْ وَمَنْ شَاء فَلْيُفْطِرْ},وهذا دليل على نسخ الوجوب وبقاء الاستحباب.
ومن فضائل شهر الله المحرم,أن فيه صيامَ يومِ عاشوراء الذي يكفر الله به ذنوب السنة التي قبله،فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي قتادة أن رجلاً سأل النبي عن صيام يوم عاشوراء فقال:{صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ،أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ}.
يا أمة الإسلام:لقد عزم النبي صلى الله عليه وسلم في آخر عمره على أن لا يصوم يوم عاشوراء مفرداً بل يضم إليه يوماً آخر,مخالفةً لأهل الكتاب,ففي صحيح مسلم عن عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا،يَقُولُ:حِينَ صَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا:يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى,فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:{فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ},قَالَ:فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ،حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ},وهذه يسميها العلماء بالسنة المهموم بها.
قال بعض العلماء:ولعل السبب في صوم التاسع مع العاشر ألا يتشبه باليهود في إفراد العاشر.
إعلم أخي المسلم:أنه لا يشرع لك أي عمل لم يثبت عن رسول الله،ومن المخالفات التي تقع من بعض الناس في هذا اليوم:الاكتحال،والاختضاب،والتوسعة على الأهل والعيال وهناك من يتخذّه مأتما وعويلا ونياحة ولطما للصدور وضربا بالسيوف على الرؤوس,وإسالة للدماء ووضعا للسلاسل في الأعناق،وهذه بدعة قبيحة محرّمة ليست من الإسلام في شيء,والإسلام بريء منها وممن ابتدعها،والله أرحم بعباده من أن يأمرهم بتعذيب أنفسهم بمثل هذه الأفعال الشّنيعة القبيحة،نسأل الله السّلامة والعافية.
بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة،ونفعني وإيَّاكم بما فيهما من الآيات والحكمة،أقول ماتسمعون,وأستغفرالله لي ولكم فاستغفروه,إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي لم يزل بالمعروف معروفا،وبالكرم والإحسان موصوفاً،أحمده سبحانه وأشكره،كل يوم ييسر عسيراً ويجبر كسيراً،ويغفر ذنوباً ويستر عيوباً،ويكشف كروباً،ويدفع خطوباً،ويغيث ملهوفاً،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،شهادةً خالصةً لمن فطر السماوات والأرض حنيفا،وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله،جعله الله صادقاً أميناً شريفاً عفيفاً،صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه،صلاةً وسلاماً تزيدهم تفضيلاً وتكريماً وتشريفاً,أما بعد:
عباد الله:حريٌ بالمسلم مع بداية العام الهجري الجديد أن يقف مع نفسه وقفة محاسبة سريعة ومراجعة دقيقة,وفي تلك الوقفة طريق نجاة وسبيل هداية،فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت،والفطن من ألزم نفسه طريق الخير والحق,وخطمها بخطام الشرع.
والإنسان لا يخلو من حالين،فإن كان محسناً ازداد إحساناً,وإن كان مقصراً ندم وتاب وآب,قال الله جل وتعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ واتَّقُوا اللَّهَ إن الله خبير بما تعملون}.
يقول ابن كثير رحمه الله تعالى عند هذه الأية:{أَيْ حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا،وَانْظُرُوا مَاذَا ادَّخَرْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ مِنَ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ لِيَوْمِ مَعَادِكُمْ وَعَرْضِكُمْ عَلَى رَبِّكُمْ,{وَاتَّقُوا اللَّهَ}:تَأْكِيدٌ ثَانٍ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ أَيِ اعْلَمُوا أَنَّهُ عَالِمٌ بِجَمِيعِ أَعْمَالِكُمْ وَأَحْوَالِكُمْ،لَا تَخْفَى عَلَيْهِ منكم خافية ولا يغيب من أموركم جليل ولا حقير}.
فهيا معاً لنركب قطار المستغفرين إلى ديار التائبين،وننضم إلى قوافل العائدات والعائدين،ونبدل الحال من حال إلى حال قبل نزول هاذم اللذات ومفرق الجماعات،فلا ندري أين تكون دارنا غداً،إلى روضة من رياض الجنان أم إلى حفرة من حفر النيران،ومن أشرقت بدايته أشرقت نهايته،ومن كان مع الله كان الله معه،إن من صَدَقَ مع الله في توبته صدق الله معه ووفقه لحسن خاتمته,و من بذل الأسباب وصل إلى الأبواب.
واعلموا ياعباد الله:أنه ما نزل بلاء إلا بذنب،وما رفع إلا بتوبة,قال التواب الرحيم:{و توبوا إلى الله جميعـــــا أيها المومنــون لعلكم تفلحـــون},وقال تعالى:{و من لم يتب فأولئك هم الظالمـون}.
وقد قسم الله الخلق إلى ضربين:تائبٍ وظالمٍ,وليس ثـم هناك ضرب ثالــث.
قال سفيان بن عينة رحمه الله تعالى:{التوبة نعمة من الله,أنعم الله بها على هذه الأمة دون غيرها من الأمم,وكانت التوبة في بني إسرائيل القتل}.
قال عز من قائل:{و إذ قال موسى لقومه يا قومي إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذالكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم}.
والله ما صدق صادق فرد عن الأبواب،ولا أتى الباب مخلص فصد عن الباب،فورب الأرباب،إنما الشأن في صدق التوبة،لذلك قال جل وتعالى:{ياأيها الذين ءامنوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}.
سبحان من يعفوونهفوادائما&ولم يزل مهماهفاالعبد عفا
يعطي الذي يخطي ولايمنعه&جلاله عن العطالذي الخطـا
فبادر أخي المسلم مع فجر هذا العام الجديد بالتوبة والإقبال على الله جل وتعالى,واعلم أن الذي حال بين الناس وبين التوبة والصدق فيها هو طول الأمل،ومن أطال الأمل أساء العمل، قال الله جل وتعالى:{ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ},وقال جل وتعالى:{أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جاءَهُمْ مَا كانُوا يُوعَدُونَ مَا أَغْنى عَنْهُمْ مَا كانُوا يُمَتَّعُونَ}.
إعلم أخي في الله:أن مما يعينك على التوبة والإسراع فيها والمبادرة إليها هو ذكر الموت وساعاته.
إن الموت قريب،والعمر مهما طال فهو قصير،والدنيا مهما عظمت فهي حقيرة،فاختر لنفسك النهاية التي تتمناها.
فلآ إله إلا الله كيف سيكون حالي وحالك عندما يقال:فلان بن فلان لقد دنا منه الأجل،وحانت منه ساعة الرحيل،فصائح بأعلى صوته:رباه ارجعون،رباه ارجعون رباه ارجعون،وصائح بأعلى صوته:واطرباه واطرباه غداً نلقى الأحبة محمداً وصحبه!فاختر الحال التي تريدها يا رعاك الله,قل كما قال القائل:
ما أحلم الله عني حيث أمهلني &وقد تماديت في ذنبي ويسترني
تمر ساعات أيامي بلا ندم &ولا بكاء ولا خوف ولا حزن
أنا الذي أغلق الأبواب مجتهداً &على المعاصي وعين الله تنظرني
يا زلة كتبت في غفلة ذهبت &يا حسرة بقيت في القلب تحرقني
دعني أنوح على نفسي وأندبها &وأقطع الدهر بالتذكير والحزن
أكتب قصة الرجوع بقلم الندم والدموع،واسر بها على قدم الخضوع إلى باب الخشوع،وأتبعها بالعطش والجوع،وسل الرحمة فرب سؤال مسموع.
فلله در أقوام تركوا فأصابوا،وسمعوا منادي الله يدعو فأجابوا،وحضروا مشاهد التقى فما غابوا،واعتذروا عن تحقيق ثم تابوا،ثم قصدوا باب مولاهم فما ردوا ولا خابوا.
اللهم سر بنا في درب النجابة،ووفقنا للتوبة والإنابة،وافتح لأدعيتنا الإجابة،يا من إذا سأله المضطر أجابه.
اللهم اقْبَل توبة التائبين،واغفر ذنب المذنبين،واقْبَل الشباب والشيب في قوافل العائدين.
هذا ولنجعل مسك الختام كثرةَ الصلاة والسلام على بدر التمام,وشفيع الأنام,سيدِنا محمدٍ الرسول المصطفى,والنبي المجتبى,اللهم صل وسلم عليه وعلى أزواجه أمهات المؤمنين الطاهرات,وعلى آله الأطهار,وصحابته الأبرار,وارض اللهم عن خلفائه الأربعة,ذوي القدر العلي,والشرف الجلي,ساداتِنا أبي بكر وعمر وعثمان علي.
اللهم اغفرنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أسرفنا وما أنت أعلم به منا أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت.
اللهم انصر الاسلام والمسلمين,واخذل من خذل المسلمين يارب العالمين.
اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته و لا كربا إلا نفسته,و لا عسيرا إلا يسرته,و لا عدوا للإسلام إلا دمرته.
اللهم نعوذبك  من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء.
اللهم حَبَّبَ إِلَيْنا الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِنا وَكَرَّهَ إِلَيْنا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ وجعلنا من الرَّاشِدُينَ.
اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.
 
اللهم فرج هم المهمومين واقضي الدين عن المدينين وفك أسرى المأسورين واشف مرضانا ومرضى المسلمين ........
تأليف الشيخ:عبدالقادر لعباد








تصنيف :

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
  • تابعنا