الموت فاحذره

هادم اللذات
الحمد لله الذى قصم بالموت رقاب الجبابرة وكسر به ظهور الأكاسرة وقصر به آمال القياصرة الذين لم تزل قلوبهم عن ذكر الموت نافرة حتى جاءهم الوعد الحق فأرداهم فى الحافرة فنقلوا من القصور إلى القبور ومن ضياء المهود إلى ظلمة اللحود ومن ملاعبة الجوارى والغلمان إلى مقاساة الهوام والديدان ومن التنعم بالطعام والشراب إلى التمرغ فى التراب ومن أنس العشرة إلى وحشة الوحدة ومن المضجع الوثير إلى المصرع الوبيل فانظر هل وجدوا من الموت حصنا وعزا واتخذوا من دونه حجابا وحرزا وانظر هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا فسبحان من انفرد بالقهر والاستيلاء واستأثر باستحقاق البقاء وأذل أصناف الخلق بما كتب عليهم من الفناء ثم جعل الموت مخلصا للأتقياء وموعدا فى حقهم للقاء وجعل القبر سجنا للأشقياء وحبسا ضيقا عليهم إلى يوم الفصل والقضاء فله الإنعام بالنعم المتظاهرة وله الانتقام بالنقم القاهرة وله الشكر فى السموات والأرض وله الحمد فى الأولى والآخرة والصلاة على محمد ذي المعجزات الظاهرة والآيات الباهرة وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً,أما بعد:
عباد الله:إن الله جعل الدنيا دار فناء وزوال وجعل الأخرة دار خلود وبقاء وجعل الموت دليلا على قوته وعظمته وجبروته وتلك هي سنة الله التي لا تتبدل ولا تتغير مهما ادعى احد لنفسه من مقومات المحابا,قال جل وتعالى:{كل نفس ذائقة الموت}.هذه الأية تكررت في ثلاثة مواضع من كتاب الله جل وتعالى:في آل عمران و الأنبياء و العنكبوت,فهذه جملة موجبة لا استثناء فيها,والله لم يعبر بالفعل المضارع وإنما عبر باسم الفاعل الذي يفيد الثبوث والاستقرار,قال جل وتعالى:{ونحن له عابدون},وقال أيضا:{ونحن له مخلصون},و بعد موت الخلائق,ينفرد الله جل وتعالى بالديمومة والبقاء,فيكون آخرا كما كان أولا,فهذه الأية فيها تعزية لجميع البشرية,أنه لا يبقى أحد على وجه الأرض إلا وسيموت.
قال الشاعرعلى بحر البسيط :
كل ابن انثى وإن طالت سلامته&يوما على لوحة حدباء محمــــول        
  يا ابن التراب و مأكول التراب غدا&أقصر فإنك مأكول ومشـــروب
إن لكل بداية نهاية وإن لكل قوة ضعف ولكل حياة موتا,فالموت ليس له سبب معين ولا وقت معين ولا عمر معين,ومن لم يمت يالسيف مات بغيرهوتعددت الأسباب والموت واحد.
ياابن آدم عش ماشئت فإن الموت مصرعك,والتراب مرقدك, ومنكرونكيرجليسك, والدودمأنسك,والأخرة موعدك, والجنة أوالنارموردك.
قال الشاعر:
كلنا في غفلة و المو &  ت يغدو ويروح
نح على نفسك يا مسكي&ن إن كنت تنوح
لتموتــن وإن عــمر &   ت ما عـمر نوح
قال الحسن البصري رحمه الله جل وتعالى:{فضح الموت الدنيا فلم يترك لذي لب فيها فرحا,وماألزم عبدنفسه ذكرالموت,إلاّصغرت في عينه الدنيا,وهان عليه كل مافيها}.
قال تعالى:{وَجَآءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ وَجَآءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ}.
كـل باك فسيبـكى & وكـل ناع فسـينعـى
وكل مذخور سيفنى&وكل مذكورسينسى
ليس غير الله يبقى&من علا فالله أعلـى
روى ابن ماجه في سننه,أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل:أي الناس أكيس- أي أعقل ـ قال:{أكثرهم للموت ذكرا,وأشدهم لمابعده استعدادا}.
إخواني كم أخرج الموت نفساً من دارها لم يدارها وكم أنزل أجساداً بجارها لم يجارها وكم أجرى العيون كالعيون بعد قرارها.
لقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ونام على فراش الموت,بل وذاق سكرات الموت,قال الله جل وتعالى في حقه:{إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون},وهذا الخطاب موجه إلى شخص النبي صلى الله عليه وسلم,فهاهوصلى الله عليه وسلم يدخل يده في قدح فيه ماء,ويمسح العرق على جبينه الطيب الشريف,ويقول:{لاإله إلاّالله إن للموت لسكرات}.خ.وفي رواية:{إن للموت لغمرات}.
حتى قالت عائشة رضي الله عنها:مات رسول الله صلى الله عليه وسلم بين حاقنتي وذاقنتي,أو بين سحري ونحري,فماأكره شدة الموت لأحد أبدا بعد مارأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم},(خ.م).
وما عدا أن فرغ حتى رفع أصبعه، وشخص بصره نحو السقف، وتحركت شفتاه، فأصغت إليه عائشة وهو يقول‏:‏{مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين،اللهم اغفر لي وارحمني،وألحقني بالرفيق الأعلى‏,‏اللهم الرفيق الأعلى‏}.‏
كرر الكلمة الأخيرة ثلاثاً،ومالت يده ولحق بالرفيق الأعلى‏,إنا لله وإنا إليه راجعون‏.‏
قال جل وتعالى:‏‏{‏وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ‏}‏قال الله جل وتعالى:{وما جعلنا لبشرمن قبلك الخلد أفامت فهم الخالدون كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشروالخيرفتنة والينا ترجعون}.
قال الشاعرعلى بحرالطويل:
هوالموت فاحذرأن يجيئك بغتة&وأنت على سوءمن الفعل عاكفُ
وبادر بأعـمال يسرك وزنها & إذا نشّرت يوم الكتاب الصحائفُ
قال تعالى:{فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ فَلَوْلَآ إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ  تَرْجِعُونَهَآ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ  فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ  فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّآلِّينَ  فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ  فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ}.
كل حي سيموت&ليـــــس في الدنياثبـــــــوت
حركات سوف تفنــــــى& ثم يتلوهاخفــــــوت
وكلام ليس يحلــــــو & بعده إلى السكــــــوت
أيهاالسادرقل لــــــي & أن ذاك الجبـــــــروت
كنت مطبوعاعلى&الــــنطق فماهذاالصمــوت
ليت شعرى أهمـــود& مـــاأراه أم قنــــــــوت
أين أملاك لهـــم & فــي كل أفق ملكــــــــــوت
زالت التيجان عنهــــم&وخلت تلك التخــــوت
وعمرت منهم قبــــور&وخلت منهم بيــــــوت
إنما الدنيا خيـــــال & باطل سوف يفــــــــــوت
ليس للأنسان فيهــــا&غيرتقوى الله قــــــــوت
الخطبة الثانية
الحمدُ لله حكم بالفَناء على هذه الدارِ،وأخْبَرَ أنّ الآخرةَ هي دارُ الْقَرارِ,أحمدُه على نِعَمهِ الْغِزار،وأشْهدُ أنْ لا إله إلا الله الواحدُ القهّار وأشهد أنّ محمداً عبدُه ورسوله حذّر مِنَ الرُّكونِ إلى هذه الدّار,صلّى الله عليه وعلى آله وأصحابه الْبَرَرَةِ الأطْهار,وَسلّم تسْليماً كثيراً ..أما بعد :
عبادالله:إعلمواأن بعد الموت بعث,وبعد البعث حشر,وبعد الحشرحساب,وبعد الحساب,إما خلود في الجنان,وإما خلود في النيران.
قال تعالى:{يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ}.
عبادالله:
 سبيلُ الخلقِ كلُّهمُ فنـــاءُ& فما أحـدٌ يدوم له بقـاءُ
يقرِّبنا الصباحُ إلى المنايـا &ويُدنينـا إليهنَّ المسـاءُ
أتأملُ أنْ تعيشَ وأيُّ غصنٍ &على الأيام طال له النماءُ
قال المازني رحمه الله تعالى:{دخلت على الشافعي في مرضه الذي مات فيه,فقلت:كيف أصبحت ياأباعبدالله؟قال فرفع رأسه فقال:أصبحت من الدنياراحلا,ولكأس المنيى شاربا,ولسوء فعالي ملاقيا,وعلى الله واردا,فلاأدري,أروحي إلي الجنة تصيرفأهنيها,أم في النارتصيرفأعزيها,ثم بكى وأنشد يقول:
لما قسا قلبي وضاقت مذاهبي&جعلت الرجامني لعفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته & بعفوك ربي كان عفوك أعظما
عبدي رجعواوتركوك,وفي التراب دفنوك,ولوظلوا معك مانفعوك,ولم يبق لك إلاّ أنا,وأنا الحي الذي لايموت.
روى البخاري في صحيحه من حديث أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(يتبع الميت ثلاثة،فيرجع اثنان ويبقى معه واحد:يتبعه أهله وماله وعمله،فيرجع أهله وماله ويبقى عمله}.
وفي صحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي,إن كان من أهل الجنة،فمن أهل الجنة,وإن كان من أهل النار،فمن أهل النار,يقال:هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة}.
حارت الأفكار في قدرة مــــن& قد هدانا سبلنا عز وجـــــل
كتب الموت على الخلق فكم &فل من جمع وأفنى من دول
أين نمرودوكنعان ومـــن & جمع الأموال ولى وعــــــزل
أين عاد أين فرعون ومن & رفع الأهرام من يسمع يخــــل
أين من سادوا وشادوا وبنـــوا & هلك الكل فلم تغن الحيــــل
أين أرباب الحجى أهل النهى& أين أهل العلم والقوم الأول
سيعيد الله كلا منهـــــــمُ & وسيجـزي فاعلا ما قــد فعــــل
قال الحسن البصري رحمه الله تعالى:{إنماأنت أيام مجموعة,كلمامضى يوم,مضى بعضك}.
هذا وصلوا وسلموا على خير الورى ذِكراً،وأفضلِ البشرية طهراً،وأعظمِ الخلق شرفاً ونسباً،أكثروا من الصلاة والسلام عليه,فإنَّ الله قد أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه,وثنى بملائكته المُسبحةِ بقدسه,فقال جل من قائل:{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}.
اللهم صل على محمد  وعلى آل محمد كما صليت.
وارض اللهم عن خلفائه الأربعة,ذوي القدر العلي,والشرف الجلي,ساداتِنا أبي بكر وعمر وعثمان علي وعن سائر الصحب أجمعين.
اللهم اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر.
اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.
اللهم اغفر لنا هزلنا وجدنا، وخطأنا وعمدنا، وكل ذلك عندنا.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لي دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لناآخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك سميع مجيب الدعاء......
تأليف الشيخ:عبدالقادرلعباد


إقرأ المزيد. bloggeradsenseo

الكرامة هي الاستقامة

الاستقامة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له,المتعال عن الأنداد والأضداد,لا راد لقضائه,ولا معقب لحكمه,ولا غالب لأمره,و أشهد أن محمدا عبده المصطفى،ونبيه المجتبى،ورسوله المرتضى,بُعث بالحق والقرآن،وبالنوروالإيمان,اللهم صل وسلم وبارك على الحبيب المصطفى,عدد الرمال والحصى،وكلما أطاعك عبد أوعصى.
فاللهم اجزه عنا أفضل ما جزيت نبيا عن أمته ورسولا عن دعوته,أما بعدُ:
عبادالله:الاستقامة وما أدراكم ما الاستقامة،ثم ما أدراكم ما الاستقامة،إنها أساس الديانة، وسبيل السلامة، إذ هي أكبر الكرامة في الدنيا والأخرة,المفضية إلى الكرامة الأبدية.
قال جل في علاه وتقدس في علياء سماه:{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ},وقال تعالى:{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ}.
فبالاستقامة أُمر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين، قال تعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ},وقال تعالى:{فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ}وبالاستقامة أُمر النبيان الكريمان، موسى وهارون عليهما السلام قال رب الأنام: {قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ}.
فالاسْتِقَامَةُ عباد الله:كَلِمَةٌ جَامِعَةٌ، تَأْخُذُ بِمَجَامِعِ الدِّينِ وَالدُّنْيَا، وَتَتَحَقَّقُ بِهَا مَعَالِي الأُمُورِ، وَأَعْلَى الدَّرَجَاتِ وَالأُجُورِ، وَبِهَا يَكْمُلُ الإِيمَانُ، وَيُضْمَنُ الأَمْنُ يَومَ البَعْثِ والنُّشُورِ، وَتَعُمُّ الخَيرَاتُ وَالبَرَكَاتُ، ويَسْعَدُ الأَفْرَادُ وَالمُجْتَمَعَاتُ، إِنَّهَا خَصْلَةٌ مِنْ أَعْظَمِ خِصَالِ السَّائِرِينَ إِلَى اللهِ تَعَالَى، وَأَجَلِّ مَدَارِجِ السَّالِكِينَ بَينَ مَنَازِلِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، يَنَالُ المَرْءُ بِهَا الكَرَامَاتِ، ويَصِلُ إِلَى أَعْلَى المَقَامَاتِ، وَيَعِيشُ بَرْدَ اليَقِينِ، وَيَحُوزُ عَلَى مَرْضَاةِ رَبِّ العَالَمِينَ.
وأعظم الكرامة,لزوم الاستقامة,فلو مشى المرء على الماء،أوطار في الهواء،ما دل ذلك على قبول الله له حتى يستقيم على أمر الله ونهيه.
إذارأيت الشخص قد يطيرُ&وفوق الماء البحر قد يسيرُ
ولم يقف على حدود الشرعِ & فـإنه مستدرج وبـدعِ
فالمسكن يريد الكرامات,وقلبه من الكرى مات.
فماهي الاستقامة في اللغة أيهاالأحباب الكرام:هي ضد الاعوجاج والانحراف,فالشَّيء المستقيم هو المعتدل الذي لا اعوجاج فيه،قال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}.
وحد الاستقامة في الشرع:هي سلوكُ الصِّراط المستقيم، وهو الدِّينُ القيِّم من غير تعريج عنه يَمنةً ولا يَسرةً،ويشمل ذلك فعلَ الطَّاعات وتركَ المنهيات،الظاهراتِ والباطناتِ.
وقد سئل أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن الاستقامة، فقال:{أن لا تشرك بالله شيئاً}.فهذا هو أصلُ الاستقامةِ,وهو استقامةُ القلب على التوحيد.
قال أبو نواس:
تأمل في نبات الأرض وانظـر&إلى آثارماصنع المليـك
عيون من لجين شاخصات&بأحداق هي الذهب السبيك
على قضب الزبرجد شاهدات&بأن الله ليـس له شريـك
قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى في كتابه الممتع الماتع,جامع العلوم والحكم:{وأصل الاستقامة أن يستقيم القلب على التوحيد,فإذااستقام القلب على التوحيد,استقامت الجوارح كلهاعلى طاعة العزيز الحميد}. 
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:{إستقامواوالله على الطاعة ولم يرغوا روغان الثعالب}.
 وقال الحسن البصري رحمه الله:{إستقاموا على أمر الله، فعملوا الطاعته،واجتنبوا المعصية}.
وقال الفضيل بن عياض رحمه الله:{الزهد في الفانية، والرغبة في الباقية}.
ثُمَّ اعْلَمُوا -رَحِمَكُمُ اللهُ- أَنَّ الاسْتِقَامَةَ مَنْزِلَةٌ شَاقَّةٌ تَحْتَاجُ النَّفْسُ مَعَهَا إِلَى المُرَاقَبَةِ والمُلاَحَظَةِ وَالأَطْرِ عَلَى الحَقِّ والعَدْلِ، والبُعْدِ عَنِ الهَوَى والمُجَاوَزَةِ والطُّغْيَانِ، فَالكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ المَوتِ، وَالعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَّنَى عَلَى اللهِ الأَمَانِيَّ.
وهاهوالله جل وتعالى يأمر بها نبيه وحبيبه المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه وأتباعه من المؤمنين,فيقول:{فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير}.
روى الترمذي في سننه من حديث  عبدالله بن عباس رضي الله عنهماقال:{مانزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع القرآن آية كانت أشق عليه من هذه الآية,ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{شيبتني هود وأخواتها قبل المشيب}.صححه الألباني في صحيح الجامع.
إِنَّ الاسْتِقَامَةَ عَلَى دِينِ اللهِ تَعَالَى ثَبَاتٌ ورُجُولَةٌ، وانْتِصَارٌ وفَوزٌ في مَعْرَكَةِ الطَّاعَاتِ وَالأَهْوَاءِ وَالرَّغَبَاتِ وَالشَّهَوَاتِ، وَلِذَلِكَ اسْتَحَقَّ الذِينَ اسْتَقَامُوا أَنْ تَتَنَزَّلَ عَلَيهِم المَلاَئِكَةُ في الحَيَاةِ الدُّنْيَا؛ لِتَطْرُدَ عَنْهُمُ الخَوفَ والحَزَنَ، وَتُبَشِّرَهُم بالجَنَّةِ، وَيُعْلِنُوا وَقُوفَهُم إِلَى جَانِبِهِم في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ،{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيهِمْ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَولِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ}.
فكما استقاموا إقراراً استقاموا إسراراً،وكما استقاموا قولاً استقاموا عملاً،لقد جمعوا بين أصلي الكمال في الإسلام:الإيمان والاستقامة.
يقول ابن كثيررحمه الله تعالى في تفسيره:أَيْ تَقُولُ الْمَلَائِكَةُ لِلْمُؤْمِنِينَ عِنْدَ الِاحْتِضَارِ نَحْنُ كنا قُرَنَاءَكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا نُسَدِّدُكُمْ وَنُوَفِّقُكُمْ وَنَحْفَظُكُمْ بِأَمْرِ اللَّهِ وَكَذَلِكَ نَكُونُ مَعَكُمْ فِي الْآخِرَةِ نُؤْنِسُكم مِنْ الْوَحْشَةَ فِي الْقُبُورِ وَعِنْدَ النَّفْخَةِ فِي الصُّورِ وَنُؤَمِّنُكُمْ يَوْمَ الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ,وَنُجَاوِزُ بِكُمُ الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ وَنُوصِلُكُمْ إِلَى جَنَّاتِ النَّعِيمِ.
أقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم,وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
الخطبة الثانية
الحمد لله سلك بأهل الاستقامة سبيل السلامة، أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، بوأ المتقين في دار المقامة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة أدخرها ليوم القيامة، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، فاز من جعله إمامه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أهل الفضل والكرامة، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم القيامة.
عباد الله:إعلموا أن مَدَار الاسْتِقَامَةِ في الدِّينِ عَلَى أَمْرَينِ عَظِيمَينِ هُمَا: حِفْظُ القَلْبِ وَاللِّسَانِ، فَمَتَى اسْتَقَامَا اسْتَقَامَتْ سَائِرُ الأَعْضَاءِ، وصَلَحَ الإِنْسَانُ في سُلُوكِهِ وحَرَكَاتِهِ وسَكَنَاتِهِ، لم يلتفت إلى غيره ومَتَى اعْوَجَّا وَفَسَدَا فَسَدَ الإِنْسَانُ وضَلَّتْ أَعْضَاؤُهُ جَمِيعًا،فمتى استقام القلبُ على معرفةِ الله، وامتلأ منه خشية وإجلالاً، ومهابةً ومحبة، وتوكلاً ورجاءً، وإنابة ودعاء، أخلص له في القصد والإرادة، ونبذ الشرك كله ورآء ظهره,وانتهاج للتقوى والعمل الصالح،وأعراض عما سواه، إستقامت الجوارحُ كلُّها على طاعته، فإنَّ القلبَ هو ملكُ الأعضاء، والأعضاء جنودهُ ورعاياه، فإذا استقامَ الملك، استقامت جنودُه ورعاياه،كما في الصَّحِيحَينِ أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم قَال:{أَلاَ وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ؛ أَلاَ وَهِيَ الْقَلْب}.
 وأعظم ما يُراعى استقامتُه بعدَ القلبِ مِنَ الجوارح اللسانُ، فإنَّه ترجمانُ القلب والمعبِّرُ عنه.
كماقال الأخطل:
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما&جعل اللسان على الفؤاد دليلا
روى الإِمَامِ أَحْمَدُ في مسنده مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:{لاَ يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ، وَلاَ يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ}.
وروى الترمذي ,عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه،رَفَعَهُ قَالَ:{إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ فَإِنَّ الأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسَانَ فَتَقُولُ: اتَّقِ اللَّهَ فِينَا فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ، فَإِنْ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا وَإِنْ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا}.
إحذر لسانك أيّـها الإنسان& لا يلدغنّـك إنّـه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه&كانت تهاب لقاءه الفرسان
وقال الآخر:
أمسك لسانك وقل مرددا&هذاالذي أوردني المواردا
وروى مسلم في صحيحه من حديث سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه, أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله الوصية، ويسترشده النصيحة، ويطلب منه قولاً لا يسأل عنه أحداً قبله ولا بعده، فقال صلى الله عليه وسلم موجهاً ذلك السائل:{قل آمنت بالله ثم استقم}.
فمن أخر الصلاة عن وقتها فهو غير مستقيم ، لأنه أضاع الصلاة.
ومن منع الزكاة فهو غير مستقيم لأنه أضاع الزكاة.
ومن يعتدي على الناس في أعراضهم فغير مستقيم.
ومن يغش الناس ويخادعهم في البيع والشراء والإجارة والتأجير وغير ذلك فهوغير مستقيم.
وقال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأضاه:{حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا،وزينها قبل أن توزنوا,وتهيؤا للعرض الأكبر يوم لا تخفى منكم خافية}.
هذا وصلوا وسلموا على خير الورى ذِكراً،وأفضلِ البشرية طهراً،وأعظمِ الخلق شرفاً ونسباً،أكثروا من الصلاة والسلام عليه,فإنَّ الله قد أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه,وثنى بملائكته المُسبحةِ بقدسه,فقال جل من قائل:{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}.
اللهم صل على محمد  وعلى آل محمد كما صليت.
وارض اللهم عن خلفائه الأربعة,ذوي القدر العلي,والشرف الجلي,ساداتِنا أبي بكر وعمر وعثمان علي وعن سائر الصحب أجمعين.
اللهم اغفرنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أسرفنا وما أنت أعلم به منا أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت.
اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته و لا كربا إلا نفسته,و لا عسيرا إلا يسرته,و لا عدوا للإسلام إلا دمرته.
اللهم نعوذبك  من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء.
اللهم حَبَّبَ إِلَيْنا الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِنا وَكَرَّهَ إِلَيْنا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ وجعلنا من الرَّاشِدُينَ.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا,وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر.
اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.
اللهم فرج هم المهمومين واقضي الدين عن المدينين وفك أسرى المأسورين واشف مرضانا ومرضى المسلمين,وسلِّم الحجاج والمسافرين في بَرِّك وبَحْرِك وجَوك يا رب العالمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.....
تأليف فضيلة الشيخ:عبدالقادرلعباد 


إقرأ المزيد. bloggeradsenseo

القرآن العظيم

القرآن العظيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له,المتعال عن الأنداد والأضداد,لا راد لقضائه,ولا معقب لحكمه,ولا غالب لأمره,و أشهد أن محمدا عبده المصطفى، ونبيه المجتبى،ورسوله المرتضى,بُعث بالحق والقرآن،و بالنور و الإيمان,اللهم صل وسلم و بارك على الحبيب المصطفى,عدد الرمال والحصى،وكلما أطاعك عبد أوعصى.
فاللهم اجزه عنا أفضل ما جزيت نبيا عن أمته ورسولا عن دعوته.أما بعد:
عـبـاد الله:إنَّ نعَم الله جل وتعالى علينا كثيرةٌ لا تحصى،عديدةٌ لا تُستقصى،وإن من أجلِّها شأناً وأعظمِها مكانةً وأرفعِها منزلة,نعمة القرآن الكريم،الذكر الحكيم،كلام رب العالمين ؛فالقرآن هو نعمةٌ عظمى وعطيةٌ كبرى منَّ الله جل وتعالى بها على الأمة الإسلامية الميمونة المرحومة.
قال عز من قائل:{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا}.
يا أمة القرآن:تعالوا بنا لنعيش بعض الوقت مع آيات من القرآن الكريم, فهو النعمة الباقية،والعصمة الواقية،والحجة البالغة،والدلالة الدامغة،وهو شفاء الصدور والحكم العدل عند مشتبهات الأمور،وهو سراج لا يخبو ضياؤه,وشهاب لا يخمد نوره وسناؤه,بهرت بلاغته العقول وظهرت أحكامه على كل مقول,أنزله الله على رسوله لينشئ به أمة،وليقيم به دولة،ولِيُنَظِّم به مجتمعاً,فما أنزل الله هذا القرآن لتُزَيَّن به الجدران،أو لِتُحَلَّى به الصدور,بل ما أنزله الله إلا ليكون منهج حياة،و لتنفذه الأمة حرفاً حرفاً، وكلمة كلمة,وتكليفاً تكليفا,وحُكماً حُكماً,ولكن أَبت أمة القرآن إلا أن تهجر القرآن،وما أشقى من تغافل عن دائه وأعرض عن دوائه ولم يَسْعَ لشفائه,فظل فى ضنكه وشقائه,فوالله الذى لا إله غيره لن تسترد الأمة هويتها وكرامتها وقيادتها إلا إذا عادت إلى كتاب ربها,وحولته إلى منهج عملي في حياتها.
لاتذكروا الكتب السوالف عنده& طلع الصباح فأطفؤا القنديل
وهاهو الوليد بن المغيرةِ إمام من أئمة الكفر,يشهد شهادة حق لهذاالقرآن-و الحق ما شهدت به الأعداء- حيث قال للمشركين:لقد سمعت من محمد كلاما,و الله ما سمعت مثله قط:(إن له لحلاوةً،‏و إن عليه لطلاوة‏‏ًًًًًًًًٌََََُُُُُُ,و إن أعلاه لمثمر,و إن أسفله لمغذق,و إنه يَعْلُو و لا يُعْلَى عليه).
والله لقد صدق الشاعر حيث قال:
الحق يعلو و الأباطل تسفل**والحق عن أحكامه لا يُسأل
و إذا استحالت حالةُ
و تبدلت *** فالله عز وجل لا يتبدل
قال جل في علاه وتقدس في علياء سماه:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ  قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ},وقال الله جل وتعالى:{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا},وقال الله جل وتعالى:{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ},وقال الله جل وتعالى:{إنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}.
رَوَى مُسلِم في صحيحه من حديث أبي أمامة الباهلي رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ,أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال:{اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ،اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ،وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ،فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ،أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ،أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا،اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ،فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ،وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ}.أي السحرة.
وروى الترمذي في سننه,من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:{ يَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ:مَنْ شَغَلَهُ الْقُرْآنُ عَنْ ذِكْرِي وَمَسْأَلَتِي,أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ مَا أُعْطِي السَّائِلِينَ،وَفَضْلُ كَلاَمِ اللهِ عَلَى سَائِرِ الكَلاَمِ كَفَضْلِ اللهِ عَلَى خَلْقِهِ}.
قال الشافعي رحمه الله:
كل العلوم سوى القرآن مَشْغَلَةٌ&إلا الحديثُ وعلمُ الفقهِ في الدينِ
العلم ما كان فـيه قال حدَّثـنا& وما سوى ذاك وَسواسُ الشيـاطـينِ
ورَوى مُسلِمٌ في صحيحه عَنِ ابْنِ شِهَابٍ،عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ،أَنَّ نَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ،لَقِيَ عُمَرَ بِعُسْفَانَ،وَكَانَ عُمَرُ يَسْتَعْمِلُهُ عَلَى مَكَّةَ،فَقَالَ: مَنِ اسْتَعْمَلْتَ عَلَى أَهْلِ الْوَادِي،فَقَالَ:ابْنَ أَبْزَى،قَالَ:وَمَنِ ابْنُ أَبْزَى؟ قَالَ: مَوْلًى مِنْ مَوَالِينَا،قَالَ:فَاسْتَخْلَفْتَ عَلَيْهِمْ مَوْلًى؟قَالَ:إِنَّهُ قَارِئٌ لِكِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ،وَإِنَّهُ عَالِمٌ بِالْفَرَائِضِ،قَالَ عُمَرُ:أَمَا إِنَّ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَالَ:{إِنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا،وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ}.
فمن أراد مؤنسا فالله يكفيه,و من أراد حجة فالقرآن يكفيه,ومن أراد الغنى فالقناعة تكفيه,و من أراد واعظا فالموت يكفيه,و من لم يكفه شيء من هذا فالنار تكفيه.
أيها المسلمون:القرآن معجزة خالدة,ختم الله به كتب السماء,وأنزله على خاتِم  الرسل والأنبياء,و هوالكتاب الوحيد الذي سِلِم من النقص والزيادة,والتبديل والتغير والتحريف,إشتمل على العلوم الكونية والتاريخية والتشريعية والقانونية والحربية والسياسية.
فالْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ مِنْهُ بَدَا بِلَا كَيْفِيَّةٍ قَوْلًا,وَأَنْزَلَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَحْيًا,وَصَدَّقَهُ الْمُؤْمِنُونَ عَلَى ذَلِكَ حَقًّا,وَأَيْقَنُوا أَنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ تَعَالَى بِالْحَقِيقَةِ,لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ كَكَلَامِ الْبَرِيَّةِ,فَمَنْ سَمِعَهُ فَزَعَمَ أَنَّهُ كَلَامُ الْبَشَرِ فَقَدْ كَفَرَ,وَقَدْ ذَمَّهُ اللَّهُ وَعَابَهُ وَأَوْعَدَهُ بِسَقَرَ حَيْثُ قَالَ تَعَالَى:{سَأُصْلِيهِ سَقَرَ},فَلَمَّا أَوْعَدَ اللَّهُ بِسَقَرَ لِمَنْ قَالَ:{إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ},عَلِمْنَا وَأَيْقَنَّا أَنَّهُ قَوْلُ خَالِقِ الْبَشَرِ,وَلَا يُشْبِهُ قَوْلَ البشر.
قال الحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى في نونته:
وكذلك القرآن عين كلامه الـ& ـمسموع منه حقيقة ببيان
هو  قول ربي كلـه لا بعضـه &لفظـاً ومعنى ما هما  خلقان
تنـزيل رب العـالمين ووحيـه &اللفظ والمعنى بلا روغــان
 قال جل وتعالى:{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَاب},وقال تعالى:{تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ},وقال تعالى:{وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي}.وقال تعالى:{قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَق},وقال تعالى:{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم}.
والأيات في هذا الباب كثيرة جدا,بل القران كله من فاتحته إلى خاتمته,يشهد بأنه كلام الله,وتنزيله وقصصه وتعليمه وألفاظه ومعانيه وإيجازه وإعجازه,يرشد إلى أنه كلام الخالق عز وجل وصفته,وأنه لا يستطيع البشر الإتيان بسورة من مثله و قد أقر بذلك كل عاقل.
قال الحافظ الحكمي رحمه الله:    
وَالْقَـوْلُ فِـي كِتَابِـهِ الْمُفَصَّـلْ ... بِأَنَّـهُ كَلَامُـهُ الْمُنَـزَّلْ
عَلَى الرَّسُولِ الْمُصْطَفَى خَيْرِ الْوَرَى...لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ وَلَا بِمُفْتَرَى
أقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين،الرحمن الرحيم،مالك يوم الدين،لا إله إلا هو يحكم ما يشاء ويفعل ما يريد،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،الحكيم في عطائه ومنعه،البصير في خفضه ورفعه,يجيب من دعاه، وينجي من يخشاه،ولا يخيب من رجاه،يغفر ذنوب التائبين،ويقيل عثرات النادمين،يغفر ويصفح،ويعفو ويسمح،إله كريم عظيم،رب غفور رحيم،وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الأنقى،الأخشى لربه والأتقى،صلوات ربي وسلامه عليه دائما أبدا,أما بعد:
معاشر المسلمين:يقول الله جل وتعالى مثنياً على كتابه العزيز:{آلر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ}.
ويقول سُبحَانَهُ وَتَعَالى متحدياً العروبة والعرب، وهم أهل اللسان والبيان:{وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً},والجواب مسكوت،ومعنى الجواب عند أهل العلم:لكان هذا القرآن.
ويقول الله جل وتعالى أمام الشعراء والأدباء والخطباء:{قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً}.فالقرآن  لَا نَظِيرَ لَهُ وَلَا مِثَالَ لَهُ وَلَا عَدِيلَ لَهُ.
أيهاالناس:القرآن العظيم كتاب الله,فيه نبأ ما قبلنا وخبر ما بعدنا,و حكم ما بيننا,هو الفصل ليس بالهزل,و من ابتغى الهدى في غيره أضله الله,هو حبل الله المتين,و نوره المبين,وهوالذكر الحكيم,وهوالصراط المستقيم,وهو الذي لاتزيغ به الأهواء,ولاتلتبس به الألسن,ولاتتشعب معه الآراء,ولاتشبع منه العلماء, ولايمله الأتقياء,ولا تنقضي عجائبه,فمن قال به صدق,ومن حكم به عدل,ومن عمل به أجر,ومن دعى إليه هدي إلى الصراط المستقيم,وهوعصمة لمن تمسك به,ونجات لمن اتبعه.
قال ابن عباس رضي الله عنهما:{من قرأ القرآن واتبع ما فيه,هداه الله من الضلالة,ووقاه سُوءَ الحساب يوم القيامة, قال تبارك وتعالى:{فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى},فضمن الله لمن اتّبع القرآن ألا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة}.
وها هو عثمان رضى الله عنه الذي عرف عظمة القرآن,كان ينشر المصحف من بعد الفجر إلى صلاة الظهر,يقرأ ودموعه تنهمر على كتاب الله,فيقول له الناس لو خففت عن نفسك,فيرد عليهم قائلا:{أما والله لو طَهُرت قلوبنا ما شبعنا من  كلام ربنا} .
والذي نلاحظه يا عباد الله أن كثيرا من المسلمين أعرضوا عن كتاب رب البشر واستغنوا بكتب البشر إلا من رحم خالق البشر, حتى أن البعض فينا ولو كلف بحفظ شيئٍ من القرآن لستصعب ذلك,ولو أمر بنقل جبل لهان عليه الأمر,وهذا إن دل فإنما يدل عللا أن هزيمة أخذت تفعل المسلمين الأفعال,فوالله لا نصر و لا تمكين و لا عزة للمسلمين إلا بهذا القرآن وذلك لا يتأتى إلاّ بتطبيقه في نفوسنا ابتداء ثم على أرض الواقع انتهاء,كما قال ذلكم الداعية الحكيم:{أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم على أرضكم}.
فيا أمة القرآن ويا حفظة كتاب الرحمان:من سيقرأ القرآن إن لم تقرءوه,ومن يتدبره إن لم تتدبروه,ومن يعمل به إن لم تعملوا به أنتم,أما سمعتم أن أساطين الكفر في كل مكان بدأوا يدخولون في دين الله أفواجا بعد أن قال القرآن فيهم:{سنريهم آياتنا في الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق},في وقت الذي ينتكس ويرتكس وينسلخ من هذا الدين  أبناء هذا الدين,نعوذ بالله من الحور بعد الكور,ومن الضلال بعد الهدى.
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك وطاعتك.
هذا وصلوا وسلموا على خير الورى ذِكراً،وأفضلِ البشرية طهراً،وأعظمِ الخلق شرفاً ونسباً،أكثروا من الصلاة والسلام عليه,فإنَّ الله قد أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه,وثنى بملائكته المُسبحةِ بقدسه,فقال جل من قائل:{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}.
اللهم صل على محمد  وعلى آل محمد كما صليت.
وارض اللهم عن خلفائه الأربعة,ذوي القدر العلي,والشرف الجلي,ساداتِنا أبي بكر وعمر وعثمان علي وعن سائر الصحب أجمعين.
اللهم اغفرنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أسرفنا وما أنت أعلم به منا أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت.
اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته و لا كربا إلا نفسته,و لا عسيرا إلا يسرته,و لا عدوا للإسلام إلا دمرته.
اللهم نعوذبك  من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا,وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر.
اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.
• اللهم فرج هم المهمومين واقضي الدين عن المدينين وفك أسرى المأسورين واشف مرضانا ومرضى المسلمين,وسلِّم الحجاج والمسافرين في بَرِّك وبَحْرِك وجَوك يا رب العالمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.
تألبف الشيخ عبدالقادرلعباد

إقرأ المزيد. bloggeradsenseo

 
  • تابعنا