شهر رمضان

شهررمضان
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له,المتعال عن الأنداد والأضداد,لا راد لقضائه,و لا معقب لحكمه,و لا غالب لأمره,وأشهد أن محمدا عبده ورسوله,لبنة التمام ومسك الختام,رافع الإصر والأغلال,الداعي إلى خير الأقوال والأعمال,الذي بعثه الله بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا,و داعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا,صلى الله عليه وسلم ما أضاء برق ولاح,وما اتصل ليل بصباح,و ماغرد حمام وناح,و ما تضوع مسك وفاح,و ما نادى مناد حي على الفلاح.
عـبادالله:قال الله جل في علاه وتقدس في علياء سماه:{يأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}.
يقول تعالى في هذه الأية المباركة الميمونة مخاطبًا المؤمنين من هذه الأمة المرحومة ووآمرًا لهم بالصيام،وهو:الإمساك عن الطعام والشراب والوقاع بنية خالصة لله عز وجل،لما فيه من زكاة النفس وطهارتها وتنقيتها من الأخلاط الرديئة,والأخلاق الرذيلة,وَذَكَرَ أَنَّهُ كَمَا أَوْجَبَهُ عَلَيْهِمْ فَقَدْ أَوْجَبَهُ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَهُمْ فَلَهُمْ فِيهِ أُسْوَةٌ، وَلِيَجْتَهِدْ هَؤُلَاءِ فِي أَدَاءِ هَذَا الْفَرْضِ أَكْمَلَ مِمَّا فَعَلَهُ أُولَئِكَ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:{لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ}.
وقال رب العالمين في هذا الشهر العظيم:{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون}.
 فشهر الصيام عظمه الرحمان,وفضله من بين سائر الشهور والأزمان،لأنه أُنزل فيه القرآن.وكذلك عظمه المصطفى العدنان,بالصيام والصدقة والقيام,وكان السلف الصالح وأهل الاستنان,يسألون ستة أشهرالكريم المنان,بأن يبلغهم شهررمضان.
من لم يربح في هذاالشهر & ففي أي وقت سيربـح
من لم يُقرَّب فيه من مولاه & فهوعلى بعده لايربـح
معاشر المسلمين:في هذاالشهرالمعظم إمتن الله على هذه الأمة السلامية بالفتوحات والانتصارات,فغزوة بدرالكبرى كانت في رمضان,وفتح مكة كان في رمضان,ومعركة عين جالوت كانت في رمضان,ومعركة حطين بقيادة صلاح الدين الأيوبي كانت في رمضان.
فهذاالشهر مدرسة ربانية ورحمانية,تَفْتَحُ أبوابَها شهرا كاملا في كل عام,ليتدرب فيها العباد على الطاعة,والإمساك عن العصيان,فهوشهر الصيام والقيام والصدقة,وتلاوة القرآن,لا شهرَ الشراب والطعام والكرة والأفلام.
والله لقد كان الصحابة كما قال الشاعر:
نهاركم مكابدة وصوم & وليلتكم صلاة واقتراء
فالصوم لجام المتقين،وجنة المحاربين،ورياضة الأبرار المقربين لرب العالمين،يكفيك أن الرحمن الرحيم خَصَّهُ بِالْإِضَافَةِ إِلَيْهِ,ولذا قال:{الصوم لي وأنا أجزي به}.
 في مركب الطهر في رمضان الخير تجمعنا محبة الله لا مال ولا جاه
من كل ذي خشية لله ذي ولع بالخير تعرفه دوماً بسيماه
قد قدروا مواسم الخيرات فاستبقوا والاستباق هنا المحمود عقباه
صاموه قاموه إيماناً واحتسباً أحيوه طوعاً وما في الخير إكراه
وكلهم بآيات القرآن مندمجاً كأنه الدم يسري في خلاياه
فالأُذْن سامعة والعين دامعة والروح خاشعة والقلب أواه
وحكمه في الشرع ياعبادالله:وجوب صومه,وهذاثابت بالكتاب والسنة والإجماع,قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما,والترمذي والنسائي في سننهما من حديث عبدالله بن عمررضي الله عنهما،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:{بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ،شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ،وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ،وَصَوْمِ رَمَضَانَ}.
وروى النسائي في سننه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ،وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ،وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ،مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ}.
وأجمعت الأمة على وجوب صوم رمضان,وأنه أحدأركان الإسلام التي علمت من الدين بالضرورة,وأن منكره كافرمرتدّ عن دين الإسلام,وقد فرضه الله تعالى في السنة الثانية للهجرة,ويجب صومه على المكلف ذكراكان أوأنثى.
أقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله الأول والآخر،والباطن والظاهر،القوي القاهر،الرحيم الغافر،أحمده سبحانه على نعيمه الوافر،وأشكره على فضله المتكاثر،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يعلم مكنونات الصدور،ومخفيات الضمائر،خلق الخلق وكلهم إليه صائر،وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله المطهّر الطاهر،كريم الأصل زكي المآثر،صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أولي الفضائل والمفاخر،والتابعين ومن تبعهم من أولي البصائر،ومن كان على درب الحق سائر,أما بعد:
أيهاالمؤمنون:فَضْلُ الصَّوْمِ عَظِيمٌ،وَثَوَابُهُ جَسِيمٌ،جَاءَتْ بِذَلِكَ أَخْبَارٌ كَثِيرَةٌ صِحَاحٌ وَحِسَانٌ ذَكَرَهَا الْأَئِمَّةُ فِي مَسَانِيدِهِمْ.
وَتَمَامُ الصيام  وَكَمَالُهُ بِاجْتِنَابِ الْمَحْظُورَاتِ وَعَدَمِ الْوُقُوعِ فِي الْمُحَرَّمَاتِ،لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ:{مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةً فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ}.
قال بعض السلف:{أهون الصيام ترك الطعام والشراب}.
وكان السلف إذا صاموا جلسوا في المساجد وقالوا:{نحفظ صومنا ولا نغتاب أحدا}.
ويروى عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنه قال:{الغيبة تخرق الصيام، والاستغفار يرقعه، فمن استطاع منكم أن يجيء بصوم مرقع فليفعل}.
أهل الخصوص من الصوام صومهمُ& صون اللسان عن البهتان والكذب
والعارفون وأهل الأنس صومهـمُ& صون القلوب عن الأغياروالحجـب
قال أبوالدرداء رضي الله عنه:{صلوا في ظلمة الليل ركعتين لظلمة القبور,وصوموا يوما شديدا حره لحر يوم النشور,وتصدقوا بصدقة لشر يوم عسير}.
فالصيام من أفضل العبادات,لأنه أجمع لأنواع الصبر الثلاث:الصبر على المأمور,والصبرعلى المحظور,والصبرعلى المقدور.
روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:{مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا،غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ},ومعنى إيمانا واحتسابا:أي تصديقابفرضيته,ورغبة في ثوابه,لاكارهالصيامه,ولامستثقلا لقيامه,وليس كما قال أحمــــــد شوقـــي على بحر الكامـل:
رمضان ولى هاتها ياساقي&مشتاقة تسعى إلا مشتاق
ماكان أكثره على أُلاَّفِهَا&و أقله في طاعة الخـلاّق
أخرج الحاكم في مستدركه وابن حبان في صحيحه والطبراني في معجمه من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ،أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ،فَقَالَ:{آمِينَ آمِينَ آمِينَ},قِيلَ:يَا رَسُولَ اللَّهِ،إِنَّكَ حِينَ صَعِدْتَ الْمِنْبَرَ قُلْتَ:{آمِينَ آمِينَ آمِينَ},قَالَ:{إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي، فَقَالَ: مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ،قُلْ:آمِينَ،فَقُلْتُ:آمِينَ،وَمَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَلَمْ يَبَرَّهُمَا،فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ،قُلْ:آمِينَ،فَقُلْتُ:آمِينَ،وَمَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ،قُلْ:آمِينَ،فَقُلْتُ:آمِينَ}.
ويحنا ما غرنا!ويحنا ما أغفلنا!ويحنا ما أجهلنا!ويحنا لأي شيء خلقنا!أللجنة أم للنار؟!يا غيوم الغفلة عن القلوب تقشعي!يا شموس التقوى والإيمانِ أَشْرقي!يا صحائف أعمال الصالحين ارتفعي وأبشري!يا قلوب الصائمين اخشعي وتضرعي!يا أقدام المتهجدين اسجدي لربك واركعي!يا عيون الساهرين لا تهجعي!يا ذنوب التائبين اذهبي ولا ترجعي!يا أرض الهوى ابلعي ماءك!ويا سماء النفوس أَقْلعي! يا خواطر العارفين ارتعي!وهاهو رمضان ينادي علينابلسان الحال فيقول:{يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ},فطوبي لمن أجاب فأصاب، وويل لمن طرد عن الباب.
غدًا توفّى النفوسُ ما عَمِلت ..ويحصدُ الزَّارعُونَ ما زرعوا
إِن أحسنوا أحسنوا لأنفسِهمُ .. وإن أساءُوا فبئْسَما صنعوا
تمر بنا الأيام تترا،وإنما نساق إلى الآجال والعين تنظر.
إن الدقائق والثواني التي ذهبت من أعمارنا لن تعود،ولو أنفقنا عليها جبال الأرض ذهباً وفضة.
إعلموا ياعبادالله:أن الأنفاس معدودة,والآجالَ محدودة،وأن من أعظم نعم الله علينا أن مد في أعمارنا وجعلنا ندرك هذا الشهر العظيم الفضيل,فكم غيب الموت من صاحب،ووارى التراب من حبيب،تذكروا من صام معنا العام الماضي وصلى العيد،أين هو الآن؟!لقدغيبه الموت ووري عليه التراب،ونسيهم الأهل والأحباب الأصحاب.
إجعل لك ياعبدالله  من هذا الحديث نصيباً،الذي يقول فيه البشير النذير صلوات ربي وسلامه عليه:{اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ:شَبَابَكَ قَبْلَ هِرَمِكَ،وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ،وَغِنَاءَكَ قَبْلَ فَقْرِكَ،وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ},رواه الحاكم.
إحرصوا رعاكم الله أن تكونوا من خيار الناس كما قال سيد الناس صلى الله عليه وسلم وأخبر حين سئل:أي الناس خير؟ قال:{من طالَ عمرُهُ وحَسُنَ عملُه}.
هذا ولنجعل مسك الختام كثرةَ الصلاة والسلام على بدر التمام,وشفيع الأنام,سيدِنا محمدٍ الرسول المصطفى,والنبي المجتبى,اللهم صل وسلم عليه وعلى أزواجه أمهات المؤمنين الطاهرات,وعلى آله الأطهار,وصحابته الأبرار,وارض اللهم عن خلفائه الأربعة,ذوي القدر العلي,والشرف الجلي,ساداتِنا أبي بكر وعمر وعثمان علي.
اللهم سر بنا في درب النَّجابة، ووفقنا للتوبة والإنابة، وافتح لأدعيتنا الإجابة، يا من إذا سأله المضطر أجابه.
اللهم اقبل توبة التائبين، واغفر ذنب المذنبين، واقبل الشباب والشيب في قوافل العائدين.
محمد السادس اللهم سدد خطاه,وحقق مسعاه,وفقه لماتحبه وترضاه.
اللهم ألهمنا القيام بحقك، وبارك لنا في الحلال من رزقك، ولا تفضحنا بين خلقك، يا خير من دعاه داع، وأفضل من رجاه راج، يا قاضي الحاجات! يارافع الدرجات! يا مجيب الدعوات! يا رب الأرض والسماوات! سألناك فحقق رجاءنا فيما تمنيناه.
اللهم وفقنا في هذا الشهر لفعل الطاعات، ووفقنا فيه لترك المعاصي والمنكرات، واجمع فيه شملنا ووحد فيه صفنا وأصلح فيه ولاة أمورنا.
اللهم لاتدع لنافي مقامناهذاذنباإلاغفرته ولاهماإلافرجته ولاكرباإلانفسته,ولاعسيراإلايسرته,ولاعدواللإسلام إلادمرته.......
تأليف الشيخ:عبدالقادر لعباد




تصنيف :

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
  • تابعنا