غزوة بدرالكبرى
إن الحمد لله نحمده
ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا
مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له,المتعال عن الأنداد والأضداد,لا راد لقضائه,ول ا معقب لحكمه,ولاغالب لأمره،وأشهد أن سيدنا وحببنا وعظيمنا محمداً عبده المصطفى،ونبيه المجتبى،و رسوله المرتضى,صلى عليه ربنا دئما أبدا.
أرسله الله بالدعوة الإسلامية,فهدى
به البشرية,وزلزل به كيان الصنمية,وأضاء به سبيل الإنسانية,فشرح به الصدور,وأناربه
العقول,وفتح به القلوب.
فاللهم
اجزه عنا أفضل ما جازيت نبيا عن أمته,ورسولا عن دعوته.
عبادالله:إنَّ الأمة
اليوم بحاجة ماسة إلى أن تعود إلى المنهج الرباني والسيرة النبوية والتاريخ الإسلامي لتأخذ الدروس والعبر النيرة،وتتعلم الآداب
الرفيعة،والأخلاق الحميدة، والعقائد السليمة،والعبادات الصحيحة.
إقرءوا
التَّارِيخَ إِذْ فيه العِبَرْ &ضَلَّ قَوْمٌ لَيْسَ يَدْرُونَ الخَبَرْ
معاشر المسلمين:إن في مثل هذا شهر المبارك الكريم,وقعت غزوة بدر الكبرى،التي نحن نُقارب ذكراها,وهي أول غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم,وكانت هذه الملحمة قبلَ أكثرَ من ألفٍ وأربعِمائةِ سنة.
معاشر المسلمين:إن في مثل هذا شهر المبارك الكريم,وقعت غزوة بدر الكبرى،التي نحن نُقارب ذكراها,وهي أول غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم,وكانت هذه الملحمة قبلَ أكثرَ من ألفٍ وأربعِمائةِ سنة.
وذلك في السابع
عشر من رمضان في السنة الثانية للهجرة، وقعت هذه الغزوة التي تمت على غير ميعاد,لحكمة أراد الله جل وتعالى,كما قال تعالى:{ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله
أمرا كان مفعولا}.
وسببها أن عيراً
لقريش أفلتت من النبي صلى الله عليه وسلم في
ذهابها من مكة إلى الشام،
وكانت العير تحمل ثروات طائلة لكبار أهل مكة ورؤسائها.
إنها فرصة ذهبية للمسلمين ليصيبوا أهل مكة بضربة اقتصادية قاصمة، تتألم لها قلوبهم على مر الدهوروالعصور،لذلك أعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسلمين,قائلاً:{هذه عير قريش فيها أموالهم،فاخرجوا إليها لعل الله يُنْفِلْكُمُوها}.
واستعد رسول الله صلى الله عليه وسلم للخروج ومعه ثلاثمائةٍ وبضعةَ عشر رجلاً,ولم يحتفلوا لهذا الخروج احتفالا بليغا، ولا اتخذوا أهبتهم كاملة،فلم يكن معهم إلا فرس أو فرسان,وكان معهم سبعون بعيرا يعتقب الرجلان والثلاثة على بعير واحد.
وأما خبر العير فإن أبا سفيان كان على غاية من الحيطة والحذر، فقد كان يعلم أن طريق مكة محفوف بالمخاطر، وكان يتحسس الأخبار ويسأل من لقى من الركبان،ولم يلبث أن نَقلت إليه استخباراته بأن محمداً صلى الله عليه وسلم قد استنفر أصحابه ليوقع بالعير، وحينئذ استأجر أبو سفيانُ ضمضمَ بن عمرو الغفاري إلى مكة مستصرخاً لقريش بالنفير إلى عيرهم؛ ليمنعوه من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابِه، وخرج ضمضمُ سريعاً حتى أتى مكة،فصرخ ببطن الوادي واقفا على بعيره، وقد جدع أنفه، وحول رحله، وشق قميصه،وهو يقول:يا معشر قريش، اللطيمة، اللطيمة، أموالكم مع أبي سفيان,قد عرض لها محمد في أصحابه، لا أرى أن تدركوها، الغوث الغوث.
فتحفز الناس سراعًا وقالوا:أيظن محمد وأصحابه أن تكون كعير ابن الحضرمي؟ كلا والله ليعلمن غير ذلك، فكانوا بين رجلين:إما خارج،وإما باعث مكانه رجلًا، وأوعبوا في الخروج فلم يتخلف من أشرافهم أحد سوى أبي لهب، فإنه عوض عنه رجلًا كان له عليه دين، وحشدوا من حولهم من قبائل العرب.
وكانت العير تحمل ثروات طائلة لكبار أهل مكة ورؤسائها.
إنها فرصة ذهبية للمسلمين ليصيبوا أهل مكة بضربة اقتصادية قاصمة، تتألم لها قلوبهم على مر الدهوروالعصور،لذلك أعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسلمين,قائلاً:{هذه عير قريش فيها أموالهم،فاخرجوا إليها لعل الله يُنْفِلْكُمُوها}.
واستعد رسول الله صلى الله عليه وسلم للخروج ومعه ثلاثمائةٍ وبضعةَ عشر رجلاً,ولم يحتفلوا لهذا الخروج احتفالا بليغا، ولا اتخذوا أهبتهم كاملة،فلم يكن معهم إلا فرس أو فرسان,وكان معهم سبعون بعيرا يعتقب الرجلان والثلاثة على بعير واحد.
وأما خبر العير فإن أبا سفيان كان على غاية من الحيطة والحذر، فقد كان يعلم أن طريق مكة محفوف بالمخاطر، وكان يتحسس الأخبار ويسأل من لقى من الركبان،ولم يلبث أن نَقلت إليه استخباراته بأن محمداً صلى الله عليه وسلم قد استنفر أصحابه ليوقع بالعير، وحينئذ استأجر أبو سفيانُ ضمضمَ بن عمرو الغفاري إلى مكة مستصرخاً لقريش بالنفير إلى عيرهم؛ ليمنعوه من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابِه، وخرج ضمضمُ سريعاً حتى أتى مكة،فصرخ ببطن الوادي واقفا على بعيره، وقد جدع أنفه، وحول رحله، وشق قميصه،وهو يقول:يا معشر قريش، اللطيمة، اللطيمة، أموالكم مع أبي سفيان,قد عرض لها محمد في أصحابه، لا أرى أن تدركوها، الغوث الغوث.
فتحفز الناس سراعًا وقالوا:أيظن محمد وأصحابه أن تكون كعير ابن الحضرمي؟ كلا والله ليعلمن غير ذلك، فكانوا بين رجلين:إما خارج،وإما باعث مكانه رجلًا، وأوعبوا في الخروج فلم يتخلف من أشرافهم أحد سوى أبي لهب، فإنه عوض عنه رجلًا كان له عليه دين، وحشدوا من حولهم من قبائل العرب.
وكان قوام هذا
الجيش نحو ألف وثلاثمائةِ مقاتل,وكان قائده العام أبا جهل بن هشام.
وحينئذ خرجوا من ديارهم، كما قال الله جل وتعالى:{بَطَرًا وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللهِ}. وأقبلواـ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ بحدهم وحديدهم يحادون الله ورسوله:{وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ}.
تحركوا بسرعة فائقة نحو الشمال في اتجاه بدر، وفي أثناءالطريق تلقوا رسالة جديدة من أبي سفيان يقول لهم فيها: إنكم إنما خرجتم لتُحْرِِزوا عيركم ورجالكم وأموالكم، فقد نجاها الله فارجعوا.
وحينئذ خرجوا من ديارهم، كما قال الله جل وتعالى:{بَطَرًا وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللهِ}. وأقبلواـ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ بحدهم وحديدهم يحادون الله ورسوله:{وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ}.
تحركوا بسرعة فائقة نحو الشمال في اتجاه بدر، وفي أثناءالطريق تلقوا رسالة جديدة من أبي سفيان يقول لهم فيها: إنكم إنما خرجتم لتُحْرِِزوا عيركم ورجالكم وأموالكم، فقد نجاها الله فارجعوا.
ولما تلقى هذه
الرسالة جيش مكة هم بالرجوع، ولكن طاغية قريش أبا جهل قام في غطرسة
وكبرياء,قائلًا:والله لا نرجع حتى نرد بدرًا،
فنقيم بها ثلاثًا، فننحر الجَزُور، ونطعم الطعام، ونسقى الخمر، وتعزف لنا القِيان،
وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا، فلا يـزالون يهابوننا أبدًا.
فسار جيش مكة حتى نزل قريبًا من بدر، وراء كثيب يقع بالعدوة القصوى على حدود وادى بدر.
أما استخبارات جيش المدينة فقد نقلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر العير والنفير، وتأكد لديه بعد التدبر في تلك الأخبار أنه لم يبق مجالٌ لاجتناب اللقاء الدامي، وأنه لا بد من إقدام يبنى على الشجاعة والبسالة، والجراءة، والجسارة، ونظرًا إلى هذا التطور الخطير المفاجيء,عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسًا عسكريًا استشاريًا أعلى، أشار فيه إلى الوضع الراهن، وتبادل فيه الرأي مع عامة جيشه وقادته,وهناقام المقداد بن عمرو فقال:{يا رسول الله، امض لما أراك الله فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فو الذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه، حتى تبلغه},فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا ودعا له به,ثم قال:{سيروا وأبشروا، فإن الله تعالى قد وعدنى إحدى الطائفتين، والله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم}.
ثم تحرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بجيشه ليسبق المشركين إلى ماء بدر،ويحول بينهم وبين الاستيلاء عليه.
فسار جيش مكة حتى نزل قريبًا من بدر، وراء كثيب يقع بالعدوة القصوى على حدود وادى بدر.
أما استخبارات جيش المدينة فقد نقلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر العير والنفير، وتأكد لديه بعد التدبر في تلك الأخبار أنه لم يبق مجالٌ لاجتناب اللقاء الدامي، وأنه لا بد من إقدام يبنى على الشجاعة والبسالة، والجراءة، والجسارة، ونظرًا إلى هذا التطور الخطير المفاجيء,عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسًا عسكريًا استشاريًا أعلى، أشار فيه إلى الوضع الراهن، وتبادل فيه الرأي مع عامة جيشه وقادته,وهناقام المقداد بن عمرو فقال:{يا رسول الله، امض لما أراك الله فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فو الذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه، حتى تبلغه},فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا ودعا له به,ثم قال:{سيروا وأبشروا، فإن الله تعالى قد وعدنى إحدى الطائفتين، والله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم}.
ثم تحرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بجيشه ليسبق المشركين إلى ماء بدر،ويحول بينهم وبين الاستيلاء عليه.
ثم بات رسول الله صلى الله عليه وسلم
يصلي إلى جذع شجرة هنالك، وبات المسلمون ليلهم هادئي الأنفاس منيري الآفاق, قال
تعالى:{إِذْ يُغَشِيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ
وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ
عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ
الأَقْدَامَ}.
ولما طلع
المشركون وتراءى الجمعان,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{اللهم هذه قريش قد أقبلت
بخُيَلائها وفَخْرها تُحَادُّك وتكذب رسولك،اللهم فنصرك الذي وعدتني}.
أما المشركون فقد
استفتح أبو جهل في ذلك اليوم فقال:اللهُمَّ
أَقْطَعَنَا الرَّحِمَ،وَآتَانَا بِمَا لَا يُعْرَفُ،اللهم أينا كان أحب إليك وأرضى عندك فانصره اليوم،وفي ذلك أنزل الله:{إِن تَسْتَفْتِحُواْ
فَقَدْ جَاءكُمُ الْفَتْحُ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن
تَعُودُواْ نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ
وَأَنَّ اللهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ}.
وبدأت ساعةالصفر,وكان أول وقود المعركة الأسود بن عبد الأسد المخزومى ـ
وكان رجلًا شرسًا سيئ الخلق ـ خرج قائلًا:أعاهد الله لأشربن من حوضهم أو لأهدمنه
أو لأموتن دونه, فلما خرج خرج إليه حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه فلما التقيا
ضربه حمزة فقضى عليه.
وكان هذا أول قتل أشعل نار المعركة.
وكان هذا أول قتل أشعل نار المعركة.
أقول ماتسمعون وأستغفر
الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله وحده,أنجز وعده,ونصر عبده,وهزم الأحزاب,ينصر من يشاء ويعز من يشاء، ويذل
من يشاء،وهو القائل جل في علاه وتقدس في علياء سماه:{إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ
فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ
وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}.
عبادالله:بدأت ساعة الصفر بين الفرقين,ثم
كرى المشركون على المسلمين كرة رجل واحد.
وأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخد يناشد ربه ما وعده من النصر،ويقول:{اللَّهُمَّ انْجِزْ لِي مَا وَعَدْتنِي، اللَّهُمَّ ائْتِنِي مَا وَعَدْتنِي، اللَّهُمَّ إِنَّكَ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ فَلَا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ أَبَدًا },وبالغ في الابتهال حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فرده عليه الصديق، وقال: حسبك يا رسول الله، ألححت على ربك.
وأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخد يناشد ربه ما وعده من النصر،ويقول:{اللَّهُمَّ انْجِزْ لِي مَا وَعَدْتنِي، اللَّهُمَّ ائْتِنِي مَا وَعَدْتنِي، اللَّهُمَّ إِنَّكَ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ فَلَا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ أَبَدًا },وبالغ في الابتهال حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فرده عليه الصديق، وقال: حسبك يا رسول الله، ألححت على ربك.
فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ:{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي
مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ}
وأوحى الله إلى ملائكته:{أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ}.
ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من باب العريش ويقول:{سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}،ثم أخذ حَفْنَةً من الحَصْبَاء، فاستقبل بها قريشًا وقال:{شاهت الوجوه},ورمى بها في وجوههم، فما من المشركين من أحد إلا أصابته من تلك القبضة، وفي ذلك أنزل الله:{وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللهَ رَمَى}.
وحينئذ أصدر إلى جيشه أوامره الأخيرة بالهجمة المضادة فقال:{شدوا},وحرضهم على القتال، قائلًا:{والذي نفس محمد بيده، لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرًا محتسبًا مقبلًا غير مدبر، إلا أدخله الله الجنة}.
وأوحى الله إلى ملائكته:{أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ}.
ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من باب العريش ويقول:{سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}،ثم أخذ حَفْنَةً من الحَصْبَاء، فاستقبل بها قريشًا وقال:{شاهت الوجوه},ورمى بها في وجوههم، فما من المشركين من أحد إلا أصابته من تلك القبضة، وفي ذلك أنزل الله:{وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللهَ رَمَى}.
وحينئذ أصدر إلى جيشه أوامره الأخيرة بالهجمة المضادة فقال:{شدوا},وحرضهم على القتال، قائلًا:{والذي نفس محمد بيده، لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرًا محتسبًا مقبلًا غير مدبر، إلا أدخله الله الجنة}.
قال ابن
عباس:بينما رجل من الأنصاريشتد في إثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربة بالسوط
فوقه،وصوت الفارس يقول:أقدم حَيْزُوم, فجاء الأنصاري فحدث بذلك رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فقال:{صدقت، ذلك من مدد السماءالثالثة}.
وجاء رجل من الأنصار بالعباس بن عبد المطلب أسيرًا،فقال العباس: إن هذا والله ما أسرني، لقد أسرني رجل أجلح، من أحسن الناس وجهًا على فرس أبْلَق، وما أراه في القوم، فقال الأنصاري: أنا أسرته ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{أسكت فقد أيدك الله بملك كريم}.
وجاء رجل من الأنصار بالعباس بن عبد المطلب أسيرًا،فقال العباس: إن هذا والله ما أسرني، لقد أسرني رجل أجلح، من أحسن الناس وجهًا على فرس أبْلَق، وما أراه في القوم، فقال الأنصاري: أنا أسرته ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{أسكت فقد أيدك الله بملك كريم}.
وبدأت أمارات
الفشل والاضطراب في صفوف المشركين، وجعلت تتهدم أمام حملات المسلمين الباسلة،
واقتربت المعركة من نهايتها، وأخذت جموع المشركين في الفرار والانسحاب
المبدد،وتفرقوا شدر مدر في الشعاب والوديان, وركب المسلمون ظهورهم يأسرون ويقتلون،
حتى تمت عليهم الهزيمة الساحقة.
أما الطاغية الأكبر أبو جهل، فإنه لما رأى أول أمارات الاضطراب في صفوفه حاول أن يصمد في وجه هذا السيل العرم، فجعل يشجع جيشه ويقول لهم في شراسة ومكابرة:يَا مَعْشَرَ النَّاسِ لَا يَهْزِمَنَّكُمْ خُذْلَانُ سُرَاقَةَ إِيَّاكُمْ، فَإِنَّهُ كَانَ عَلَى مِيعَادٍ مِنْ مُحَمَّدٍ،وَلَا يَهُولَنَّكُمْ قَتْلُ عُتْبَةَ وَشَيْبَةَ وَالْوَلِيدِ، فَإِنَّهُمْ قَدْ عَجَّلُوا، فَوَالَّلَاتِ وَالْعُزَّى لَا نَرْجِعُ حَتَّى نُقْرِنَهُمْ بِالْحِبَالِ،وَلَكِنْ خُذُوهُمْ أَخْذًا حَتَّى تُعَرِّفُوهُمْ سُوءَ صَنِيعِهِمْ .
ولكن سرعان ما تبدت له حقيقة هذه الغطرسة، فما لبث إلا قليلًا حتى أخذت الصفوف تتصدع أمام تيارات هجوم المسلمين وقتل شر قتلة.
وفر المشركون من ساحة بدر في صورة غير منظمة؛ واتجهوا صوب مكة مذعورين، لا يدرون كيف يدخلونها خجلًا.
وأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أقام ببدر بعد انتهاء المعركة ثلاثة أيام،ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة مظفرًا منصورًا قد خافه كل عدو له بالمدينة وحولها، فأسلم بشر كثير من أهل المدينة.
أما الطاغية الأكبر أبو جهل، فإنه لما رأى أول أمارات الاضطراب في صفوفه حاول أن يصمد في وجه هذا السيل العرم، فجعل يشجع جيشه ويقول لهم في شراسة ومكابرة:يَا مَعْشَرَ النَّاسِ لَا يَهْزِمَنَّكُمْ خُذْلَانُ سُرَاقَةَ إِيَّاكُمْ، فَإِنَّهُ كَانَ عَلَى مِيعَادٍ مِنْ مُحَمَّدٍ،وَلَا يَهُولَنَّكُمْ قَتْلُ عُتْبَةَ وَشَيْبَةَ وَالْوَلِيدِ، فَإِنَّهُمْ قَدْ عَجَّلُوا، فَوَالَّلَاتِ وَالْعُزَّى لَا نَرْجِعُ حَتَّى نُقْرِنَهُمْ بِالْحِبَالِ،وَلَكِنْ خُذُوهُمْ أَخْذًا حَتَّى تُعَرِّفُوهُمْ سُوءَ صَنِيعِهِمْ .
ولكن سرعان ما تبدت له حقيقة هذه الغطرسة، فما لبث إلا قليلًا حتى أخذت الصفوف تتصدع أمام تيارات هجوم المسلمين وقتل شر قتلة.
وفر المشركون من ساحة بدر في صورة غير منظمة؛ واتجهوا صوب مكة مذعورين، لا يدرون كيف يدخلونها خجلًا.
وأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أقام ببدر بعد انتهاء المعركة ثلاثة أيام،ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة مظفرًا منصورًا قد خافه كل عدو له بالمدينة وحولها، فأسلم بشر كثير من أهل المدينة.
هذه
بعض معالم من بدر
تدلنا على أن المسألة ليست مجرد معركة، وليست مجرد وقفة في السيرة،بل هي خلاصة حقيقة
الإيمان،وخلاصة مواقف المسلمين،وخلاصة المواجهة بين الحق والباطل،وفرقان ما بين
أولياء الرحمن وأولياء الشيطان.
هذا ولنجعل مسك الختام كثرةَ الصلاة والسلام على بدر التمام,وشفيع
الأنام,سيدِنا محمدٍ الرسول المصطفى,والنبي المجتبى,اللهم صل وسلم عليه وعلى
أزواجه أمهات المؤمنين الطاهرات,وعلى آله الأطهار,وصحابته الأبرار,وارض اللهم عن
خلفائه الأربعة,ذوي القدر العلي,والشرف الجلي,ساداتِنا أبي بكر وعمر وعثمان علي.
اللهم ألهمنا
القيام بحقك،وبارك لنا في الحلال من رزقك، ولا تفضحنا بين خلقك، يا خير من دعاه داع،
وأفضل من رجاه راج، يا قاضي الحاجات!
يارافع
الدرجات! يا مجيب الدعوات! يا رب الأرض والسماوات! سألناك فحقق رجاءنا فيما تمنيناه.
اللهم وفقنا في هذا الشهر لفعل الطاعات،ووفقنا
فيه لترك المعاصي والمنكرات،واجمع فيه شملنا ووحد فيه صفنا وأصلح فيه ولاة أمورنا.
اللهم لاتدع
لنافي مقامناهذاذنباإلاغفرته ولاهماإلافرجته
ولاكرباإلانفسته,ولاعسيراإلايسرته,ولاعدواللإسلام إلادمرته......
تصنيف :
دروس مكتوبة
0 التعليقات:
إرسال تعليق