حاجتنا إلى التوحيد

التوحيد
إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره,و نعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا,من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له,و أشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له,المتعال عن الأنداد و الأضداد,لا راد لقضائه,و لا معقب لحكمه,و لا غالب لأمره,و أشهد أن محمدا عبده المصطفى,ونبيه المجتبى,ورسوله المرتضى,البشير النذير,والسراج المزهر المنير,خير الأنام مقاما,وأحسن الأنبياء كلاما,لبنة تمامهم,و مسك ختامهم,رافع الإصر و الأغلال,الداعي إلى خير الأقوال وأحسن الأعمال,بعثه الله بين يدي الساعة بشيرا و نذيرا,و داعيا إلى الله بإذنه وسراجا منير.
أرسله الله جل وتعالى على حين فترة من الرسل,فجاء بالدين الوسط,وحذر من الزيغ والشطط,وأقام به الملة العوجاء,وأوضح به الحجة البيضاء.
ختم الله به الرسالة,وعلَّم به من الجهالة,وهدى به من الضلالة,وفتح به أعينا عميا,وآذانا صما,وقلوبا غلفا,فأشرقت الأرض بدعوته بعد ظلاهما,وتألفت به القلوب بعد شتاتها.
فاللهم اجزه عنا أفضل ما جزيت نبيا عن أمته ورسولا عن دعوته,وصل اللهم وبارك عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين,وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين,أما بعد:
عباد الله:لقد تداعت أمم الأرض على هذه الأمة الميمونة المباركة المرحومة,وصارت قصعة مستباحة للذليل قبل العزيز,وللضعيف قبل القوي,وللقاصي قبل الداني.
وصدق فيها قول الصادق المصدوق المصدق الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وآله وسلم مادام الملوان,كما في الحديث الصحيح الذي رواه أبو داود في سننه والإمام أحمد في مسنده من حديث ثوبان رضي الله عنه مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ,قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:{يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا}،فَقَالَ قَائِلٌ:وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟قَالَ:{بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ،وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ،وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ،وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ}،فَقَالَ قَائِلٌ:يَا رَسُولَ اللَّهِ،وَمَا الْوَهْنُ؟قَالَ:{حُبُّ الدُّنْيَا،وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ}.
نعم:لقد ذلت الأمة بعد عزة,وضعفت بعد قوة,وجهِلت بعد علم,وكانت بالأمس القريب,تقود دول العالم القديم,والآن صارت خلف ركب العالم الجديد.
وليلعم الجميع أن ما حدث للأمة إنما وقع وِفْقَ السنن الربانية التي لا تتبدل ولا تتغير ولا تجامل أحد من الخلق بحال,مهما ادعى أحد لنفسه من مقومات المحاباة,قال جل وعز:{إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}.
فنحن مسؤولون ابتداءً وانتهاءً عن كل هزائمنا في كل المجالات.
ونرفض تماما كل محاولةٍ تحاول أن تجعل من عدونا المرمى الوحيد الذي نعلق عليه كل تلك الهزائم والمصائب.
ولقد حذرنا ربنا من هذه الفهوم الخاطئةِ,فقال جل في علاه وتقدس في علياء سماه:{أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
أيها المسلمون:لقد تغافلت الأمة عن أمرضها وأخطائها وتقصيرها في حق ربها جل وتعالى,وابتعدت كثيرا عن منهج ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم في جانب العقيدة والعبادة والشريعة والمعاملة والأخلاق.
ولا خلاص لهذه الأمةِ ولا سعادة لها في الدنيا والآخرة إلا إذا عادت بكليتها من جديد إلى القرآن والسنة,وهي تردد مع السابقين الصادقين الأولين:{سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}.
وأول خطوة على الطريق هي العقيدة,وآخر خطوة على الطريق هي العقيدة,لآنها إذا صحت صح كل عمل,وإذا فسدت فسد كل عمل.
فالعقيدة إذا رسخت في القلوب و تكرست في النفوس,وحولتها الأمة على أرض الواقع كمنهج حياة سعدت في الدنيا والآخرة.
فالتوحيد أيها الأحباب الكرام,هو منطلق الإسلام,ونقطة البداية,والبذرة الأولى في الدعوة إلى الله جل وتعالى,فحفاظنا عليه أمانة،و تفريطنا في معرفته خيانة لهذه الأمانة.
أيها الناس:منذ غابر الأزمان،وقبل نبوة المصطفى العدنان صلى عليه وسلم الإله المنان،كان الناس على هذه البسيطة في جاهلية جهلاء،إبان فترة من الرسل,قد انقطع الناس فيها عن المدد الروحي والنور الإلهي،فلأجل ذلك اعترتهم ظلمات العقائد الباطلة,والقوانين الظالمة؛ظلماتٌ لا يجد فيها الحاذق بصيص نورٍ يهتدي به إلى هداية،أو يخلص به من ضلالة,وينجو من غواية،بل هي ظلماتٌ بعضها فوق بعض،ظلماتٌ أودت بذويها إلى أن يتخبطوا في مهام الحياة ودروبها خبط عشواء،ظلماتٌ جعلت من عقول الناس ودينهم أن يصنعوا معبوداتهم بأيديهم،فنحتوا ما يعبدون والله خلقهم وما يعملون،حتى عموا وصموا وضلوا وأضلوا،ثم انحط غيهم فعبدوا الأشجار والأحجار والأقمار.
فالتوحيد أيها الأحباب الكرام:مصدر وحّد يوحّد توحيدا:أي جعل الشيء واحدا:{وهوإفرادالله بالعبادة}.
والتوحد ينقسم إلى ثلاثة أضرب,وذلك بحسب التتبع والاستقراء و النظر في النصوص الشرعية إلى توحيد ربوبية,وألوهية,و أسماء وصفات,و قد جمع الحق سبحانه وتعالى هذه الأساميَ الثلاثةَ في قوله تبارك وتعالى,كما في سورة مريمَ عليها سلام الله:{رب السموات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم وله سمياً}.
فبالتوحيد قامت الأرض والسماوات,وبعثت الرسل والأنبياء,وخلق الإنس والجان,وأنزلت كتب  الرحمان,وانقسم الخلق إلى مؤمنين وكفّار,وقام سوق الجنة والنار,و نصبت الموازين,و وضعت الدواوين,وضرب الصراط,فمسلّم في أعلى الجنان,و مكردسٌ في قعر النيران.
قال الله جل وتعالى:{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ},وقال الله جل وتعالى:{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ},وقال الله جل وتعالى في الشرك أيضا:{ِقُلْ يَآ أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ,فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ},وقال الله جل وتعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّالعبدون}.أي ليوحدون.
 أول واجب على العبيـد & معرفة الرحمان بالتوحيـد
فالتوحيد هو أعدل العدل و الشرك هو أظلم الظلم.
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه,أن مبعوث العناية الإلهية وشمس الهداية الربانية,سيدُنا رسول الله صلوات ربي  سلامه عليه,قال يوما لأصحابه:{اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ}،قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ؟قَالَ:{الشِّرْكُ بِاللَّهِ،وَالسِّحْرُ،وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالحَقِّ،وَأَكْلُ الرِّبَا،وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ،وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ،وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلاَتِ}.
 وفي الصحيحين من حديث أبي عبدالرحمن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما,أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:{بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ،شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ،وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ،وَحَجِّ الْبَيْتِ،وَصَوْمِ رَمَضَانَ}.
وفي الصحيحين من حديث عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ،قَالَ:كُنْتُ رِدْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حِمَارٍ،يُقَالُ لَهُ:عُفَيْرٌ،قَالَ:فَقَالَ:{يَا مُعَاذُ،تَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ؟وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ؟},قَالَ: قُلْتُ:اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ،قَالَ:{فَإِنَّ حَقَّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوا اللهَ،وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا،وَحَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لَا يُعَذِّبَ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا},قَالَ:قُلْتُ:يَا رَسُولَ اللهِ،أَفَلَا أُبَشِّرُ النَّاسَ،قَالَ:{لَا تُبَشِّرْهُمْ فَيَتَّكِلُوا},فأَخْبَرَ بِهَا مُعَاذٌ عِنْدَ مَوْتِهِ تَأَثُّمًا.
فمن حفظ توحيده في الدنيا حفظه الله تعالى من عذابه يوم القيامة،وكان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ويجيره من النار.
وروى مسلم في صحيحه من حديث أبي ذر جُنْدُبِ بنِ جُنادة الغفاري رضي الله عنه,أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:{مَا مِنْ عَبْدٍ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، ثُمَّ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ},قلت:وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟قَالَ:{وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ},قُلْتُ:وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟قَالَ:{وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ},ثَلَاثًا،ثُمَّ قَالَ فِي الرَّابِعَةِ:{عَلَى رَغْمِ أَنْفِ أَبِي ذَرٍّ}.
فياعجبا كيف يعصى الإله&أم كيف يجحده الجاحـد
وفـي كـل شـئ لـه آيـةٌ & تـدل عـلى أنـه واحــد
أنظر إلى السماء وارتفاعها,والجبال وثبوتها,والأرض واتساعها,والبحار وأمواجها,والأفلاك ودورانها,فإن البعرة تدل على البعير,والأثر يدل المسير,وهذا الكون الشاسع يدل على العليم الخبير,أإله مع الله تعالى الله عما يشركون.
قال الشاعرعلى بحرالكامل:
قل للطبيب تخطفته يد الردى& يـاشافي الأمراض من أرداك
قل للمريض نجاوعوفي بعدما&عجزت فنون الطب من عافاك
قل للصحيح مات لا من علـة& من بالمنايا يا صحيح دهـاك

بل سائل الأعمى خطى وسط الزحام بلا&استضام ياأعمى من يقود خطـاك
واسال البصير كان يحذرحفرة & فهـوى بها من ذا الذي أهواك
وسل الجنين يعيش معزولا بلا&راع و مرعى من ذا الذي يرعاك
وإذا ترى الثعبان ينفث سمه & فسأله من بالسم يا ثعبان حشاك
بل سله كيف تعيش يا ثعبـان أو& تحيى وهذا السم يملأ فـاك
واسأل بطون النحل كيف تقاطرت & شهدا وقل للشهد من حلاك
بل سائل اللبن المصفى كان بين & فرث دم من ذاالذي صفـاك

أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
إن الحمد لله تعالى نحمده كما أمر إقرارًا بربوبيته,وإرغامًا لمن جحد به وكفر بألوهيته،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريـك لـه،خلق الكائنات ورفع السموات,وتعالى ربنا عن الحدود والغايات,والأركان والأعضاء والأدوات,لا تحويه الجهات الستُّ كسائر المُبْتَدَعات ,وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله,وصفيه وخليله,جاء بالمعجزات الباهرات,القاطعات الساطعات,فانشق له القمر,وشهد له الحجر والشجر،صلى الله وسلم على محمد خير الخلق وسيد البشر,قامعُ الأباطيل,و الهادي إلى سواء السبيل,وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراًإلى يوم الدين,أما بعد:
عبادالله:إن التوحيد الخالص هو أفضل طَلْبَةٍ،وأعظم رغبة،وأعلى رُتبة،يُصَيِّرُ الحقير شريفاً،والوضيع غِطْرِيفاً،ما شُيد مُلْك إلا على دعائمه،ولا زال إلا على طواسمه،ما عزت دولةٌ إلا بانتشاره والدعوة إليه،ولا زالت إلا باندثاره وخِذلان أهله،بل يا ويح من تعلَّق بغير الله أو رجا غيره،يشرب الموحدون صفواً،ويشرب هو كدراً آسناً،دعوا هم رباً واحداً،ودعا هو ألف رب:{أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}.
ما جاء الإسلام إلا بهدم الوثنية،وقطعِ دابرِ الشرك والجاهلية،فدعا إلى توحيد لألوهية والربوبية والأسماء والصفات،وقد قام الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه بذلك الأمرَ خيرَ قيام.
ولقد قصّرَ فئام من الناس في التوحيد فصادموا المنقول،وخالفوا المعقول،وناقضوا الأصول,وقصر جمع من الناس في التوحيد،فافتن بعضهم بالتمائم والحروز،يُعلقها عليه وعلى عياله،بدعوى دفع الشر عنهم أو جلب الخير لهم.
روى الإمام أحمد في مسنده من حديث عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْصَرَ عَلَى عَضُدِ رَجُلٍ حَلْقَةً مِنْ صُفْرٍ، فَقَالَ:{وَيْحَكَ مَا هَذِهِ؟},قَالَ:مِنَ الْوَاهِنَةِ؟قَالَ:{أَمَا إِنَّهَا لَا تَزِيدُكَ إِلَّا وَهْنًا,انْبِذْهَا عَنْكَ؛فَإِنَّكَ لَوْ مِتَّ وَهِيَ عَلَيْكَ مَا أَفْلَحْتَ أَبَدًا}.
أمة التوحيد:الله الله في كلمة التوحيد,قبل توحيد الكلمة لنوحد جميعا رب العبيد,فهل نريد أن نجمع أجساداً متراصة دون عقيدة واحدة.
فالأمة الإسلامية يا عباد الله في حاجة ماسة إلى التوحيد من جديد,وإلاّ لظلت تتخبط في طريقها إلى الله تخبطا عشوائيا,لا تدري دابرا من قابل,و لا يمينا من شمال فيما هي مقدمةُ عليه.
 فعلى كل داعية  إلى الله جل وتعالى أن يبدأ بالتوحيد لزاما ليلأم به فرقا قد اتسع,ويزيح به لَبس  باطلا قد استفحل و استبشع,لا سيما و نحن اليوم في زمان قد فرخ فيه الشرك وعشش كما تعكش العكاشة في الزويا و الثغور,فالتوحيد هو الكلمة الأولى لكل نبي ورسول,وقرة عين وسلاح في يد من تمسك به من المسلمين, يستضؤون به في حلك ظلمة الشرك والضلال.
فحذار أن يفتن المسلم  بدعوة تخالف طريق النبيئين ومنهج سيد المرسلين,التي يغني فسادهاعن إفسادها,و بطلانها عن إبطالها,بدعوى أن التوحيد أصبح يعرفه الصغير قبل الكبير,إياك ثم إياك من هذه الدعوة المنابذة للتوحيد,فتلك شنشنة  خندريسية قديمة عرفناها من أخزم,واعلموا يا عباد الله أن الخطوة الأولى التي خطاها البشير النذير صلى وسلم عليه الملك القدير,في بداية الدعوة إلى الله جل وتعالى هي التوحيد.
اللهم ارض عن الخلفاء الراشديـــــــــن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر الصحب أجمعين.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى أل إبراهيم إنك حميد مجيد,وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت  على إبراهيم وعلى أل إبراهيم إنك حميد مجيد.
اللهم اغفرنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أسرفنا وما أنت أعلم به منا أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت.
اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته و لا كربا إلا نفسته,و لا عسيرا إلا يسرته,و لا عدوا للإسلام إلا دمرته.
اللهم نعوذبك  من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء.
اللهم حَبَّبَ إِلَيْنا الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِنا وَكَرَّهَ إِلَيْنا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ وجعلنا من الرَّاشِدُينَ.
اللهم آت نفوسنا تقواها،وزكها أنت خير من زكاها،أنت وليها ومولاها.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين،وأذل الشرك والمشركين،ودمر أعداء الدين،واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.....
تأليف الشيخ:عبدالقادر لعباد


تصنيف :

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
  • تابعنا