تحريم سب الصحابة
إن الحمد لله
نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده
الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك
له,المتعال عن الأنداد و الأضداد,لا راد لقضائه,و لا معقب لحكمه,و لا غالب لأمره,و
أشهد أن محمدا عبده و رسوله,لبنة التمام ومسك الختام,رافع الإصر و الأغلال,الداعي
إلى خير الأقوال و الأعمال,الذي بعثه الله بين يدي الساعة بشيرا و نذيرا,و داعيا إلى
الله بإذنه و سراجا منيرا,صلى الله عليه وسلم ما أضاء برق ولاح,و ما اتصل ليل
بصباح,و ما غرد حمام وناح,و ما تضوع مسك وفاح,و ما نادى مناد حي على الفلاح.
فاللهم
اجزه عنا أفضل ما جازيت نبيا عن أمته,ورسولا عن دعوته,أما بعد:
فحيا الله هذه الوجوه المشرقة،وزكى
الله هذه الأنفس،وشرح الله هذه الصدور:
أحبائي يا ملء الفؤاد تحيةً تجوز إليكم كل سدٍ وعائقِ
لقد شدني شوق إليكم مكللٌ بالحب والتقدير والدعاء المشفقِ
وأرقني في المظلمات عليكم تكالب أعداء سعوا بالبوائق
طلبتم رضا الرحمن قلباً وقالباً وما طلبوا إلا حقير المآزقِ
فسدد الله على درب الحق خطاكمُ وجنبكم فيه خطير المزالقِِ
عباد الله:فإن من سمات أهل الحق والإنصاف,وعلامات أهل الأثر والاتباع,ومقاصد الراغبين في السنة والكتاب،سلامة قلوبهم،وحفظ ألسنتهم
للصحابة الأخيار،والذب عن حرماتهم وأعراضهم من لمز الجَرّاحين،وغمز العابثين،وألسنة
الحاقدين،واعتقاد فضيلتهم،وصدق خبرهم،وعدالة مسلكهم،والترضي عنهم والترحم عليهم.
فاحذر -أخي المسلم- أن تكون
ممن يغمس لسانه في البهت؛فيسلب العدالة من الصحب الأطهار،ويَلَغُ في الحرمات،وإياك
أن تكون ممن جد وشد وتكلف في جمع المساوئ والعثرات،فإن أول بدعة في الإسلام هي تحطيم
الرءوس وهي من أعظم الجرائم،ولا يزال هذا المعول يفعل فعلته هذه إلى يومنا هذا والله
المستعان.
ورد في
الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه,قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي،لَا
تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ
مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا،مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ،وَلَا نَصِيفَهُ},وهذا فيه نهي عام للكل.
وروى
الترمذي في سننه من حديث عبد الله بن المغفل رضي الله عنه,أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال:{اللهَ اللهَ
في أصحابي,(وهذه كلمة تحذير وإنذار كما يقول المحذر " النار
النار " أي احذروا النار),لاَ تَتَّخِذُوهُمْ غَرَضًا بَعْدِي},والغرض:هو مرمى السهام،أي لا تجعلوهم مرمى
لسهامكم وطعونكم,ثم قال:{فَمَنْ أَحَبَّهُمْ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ},فمن مستلزمات حب النبي صلى
الله عليه وسلم حب الصحابة ثم قال:{وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ
فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ، وَمَنْ آذَاهُمْ فَقَدْ آذَانِي،وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى
اللَّهَ،وَمَنْ آذَى اللَّهَ فَيُوشِكُ أَنْ يَأْخُذَهُ}.
ولنعلم أن الإسلام دار والصحابة بابه,ولا
نجاة لنا إلا من هذا الباب الذي هو الصحابة الكرام الأطهار رضي عنهم العزيز الغفار.
أخرج
الحاكم في مستدركه بإسناد صحيح أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم:{ إِنَّ اللهَ تَعَالَى اخْتَارَنِي وَاخْتَارَ
لِي أَصْحَابًا وَجَعَلَ مِنْهُمْ أَصْهَارًا وَأَنْصَارًا وَوُزَرَاءَ فَمَنْ سَبَّهُمْ
فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ
وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا وَلَا
عَدْلًا}.الصرف:النافلة,والعدل:الفريضة.
وعن أنس بن
مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{إِنَّ اللَّهَ اخْتَارَنِي
وَاخْتَارَ لِي أَصْحَابًا،فَجَعَلَهُمْ أَصْحَابِي، وَأَصْهَارِي،وَأَنْصَارِي،وَسَيَأْتِي
قَوْمٌ مِنْ بَعْدِكُمْ يَسُبُّونَهُمْ،أَوْ قَالَ: يَنْتَقِصُونَهُمْ،فَلَا تُجَالِسُوهُمْ،وَلَا
تُؤَاكِلُوهُمْ،وَلَا تُشَارِبُوهُمْ،وَلَا تُنَاكِحُوهُمْ، وَلَا تُصَلُّوا مَعَهُمْ،وَلَا
تُصَلُّوا عَلَيْهِمْ}.
قال الخطيب البغدادي
في كتاب الكفاية في علم الرواية عقب هذا الحديث:{وَالْأَخْبَارُ فِي هَذَا الْمَعْنَى
تَتَّسِعُ,وَكُلُّهَا مُطَابِقَةٌ لِمَا وَرَدَ فِي نَصِّ الْقُرْآنِ ,وَجَمِيعُ ذَلِكَ
يَقْتَضِي طَهَارَةَ الصَّحَابَةِ,وَالْقَطْعَ عَلَى تَعْدِيلِهِمْ وَنَزَاهَتِهِمْ,فَلَا
يَحْتَاجُ أَحَدٌ مِنْهُمْ مَعَ تَعْدِيلِ اللَّهِ تَعَالَى لَهُمُ إِلَى تَعْدِيلِ
أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ لَهُمْ,فَهُمْ عَلَى
هَذِهِ الصِّفَةِ إِلَّا أَنْ يَثْبُتَ عَلَى أَحَدِهِمْ ارْتِكَابُ مَا لَا يَحْتَمِلُ
إِلَّا قَصْدَ الْمَعْصِيَةِ,وَالْخُرُوجِ مِنْ بَابِ التَّأْوِيلِ,فَيُحْكَمُ بِسُقُوطِ
عَدَالَتِهِ,وَقَدْ بَرَّأَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ ذَلِكَ,وَرَفَعَ أَقْدَارَهُمْ
عَنْهُ,عَلَى أَنَّهُ لَوْ لَمْ يَرِدْ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولِهِ فِيهِمْ
شَيْءٌ مِمَّا ذَكَرْنَاهُ لَأَوْجَبَتِ الْحَالُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا,مِنَ الْهِجْرَةِ,وَالْجِهَادِ,وَالنُّصْرَةِ,وَبَذْلِ
الْمُهَجِ وَالْأَمْوَالِ,وَقَتْلِ الْآبَاءِ وَالْأَوْلَادِ, وَالْمُنَاصَحَةِ فِي
الدِّينِ,وَقُوَّةِ الْإِيمَانِ وَالْيَقِينِ,وَأَنَّهُمْ أَفْضَلُ مِنْ جَمِيعِ الْمُعَدَّلِينَ
وَالْمُزَكَّيْنَ الَّذِينَ يَجِيؤُنَ مِنْ بَعْدِهِمْ أَبَدَ الْآبِدِينَ,هَذَا مَذْهَبُ
كَافَّةِ الْعُلَمَاءِ وَمَنْ يُعْتَدُّ بِقَوْلِهِ مِنَ الْفُقَهَاءِ}.
وثبت عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها قيل لها:إن ناسا يتناولون (يعني بسب أصحاب رسول
الله),حتى من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما,قالت:{وما
تعجبون,إنقطع عملهم في الدنيا,فأحب الله ألا يقطع عنهم الأجر}.
وروى ابْنُ
مَرْدَوَيْهِ عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه بلغه أن رجلاً سب
عثمان رضي الله عنه، فقرأ عليه:{لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا
مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا}،فقال له: أنت منهم؟ قال
له:لا،فقرأ عليه:{وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ
مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ}،فقال له:أنت منهم؟فقال
له:لا،فقرأ عليه:{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ},فقال: أنت منهم؟ قال:
أرجو! قال: هيهات! أترجو أن تكون منهم وأنت تقول: اللهم العنهم، اللهم أدخلهم النار،
اللهم اخذلهم؟!.
قال شيخ الإسلام أبو العباسِ تقي الدين الحراني في لاميته:
حب الصحابة كلهم لي مذهب&ومودة القربى بها أتوسل
ولكلهم قدر و فضل ساطع&لكنما الصديق منهم أفضل
أقول ماتسمعون
وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم,وآخر دعوانا أن الحمد لله
رب العالمين .
الخطبة الثانية
الحمد لله،نحمده ونستعينُه
ونستغفرُه ونتوبُ إليه سبحانه وبحمده لم يزَلْ للثناءِ والحمدِ مُستحِقًّا،وأشهد أن
لا إله إلا الله وحده لا شريك له خصَّنا بشريعةٍ غرَّاء هي المَعينُ السَّلسالُ الأبقَى،من
اعتصمَ بها ظاهرًا وباطنًا توقَّى وفازَ وترقَّى،وأشهد أن نبيَّنا وحبيبَنا محمدًا
عبدُ الله ورسوله أزكى البريَّةِ سرًّا وعلانيةً وأتقى،صلَّى الله وبارَكَ عليه، وعلى
آله الحائزين المكارِمَ أصلاً وسبقًا،وصحبِه البالغين من ذُرَى الدين المقامَ الأرقى،
والتابعين ومن تبِعهم بإحسانٍ يرجو في الجِنانِ أهنَا ملقَى، وسلَّم تسليمًا كثيرًا
ما أعقَبَ ودقٌ برقًا,أما بعد:
عباد الله:عندما أطالع هذه المحن
يحز في نفسي أن جيل الصحابة لا يجد من ينتصر له،مع أنهم نقطة الشرف الوحيدة في حياتنا،فتوليهم
واجب،ونصرتهم ومحبتهم واجبة،لكن من المحن تأتي المنح،ولولا طعن الطعانين في الصحابة ما نشرت فضائلهم،ولا بالغ
العلماء في الدفاع عنهم،واستفرغوا كل جهد في تبرئة ساحتهم،ولكن أبى الله إلا أن يفضح
من تنقص بالصحابة الأخيار,فهذا فضل من الله تبارك وتعالى ليكون ذلك سبباً في الدفاع
عنهم،وإذا أراد الله شيئاً هيأ أسبابه.
روى ابن ماجة في سننه وابن أبي شيبة في مصنفه من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنمها,أنه قال:{لَا تَسُبُّوا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،فَلَمُقَامُ
أَحَدِهِمْ سَاعَةً،خَيْرٌ مِنْ عَمَلِ أَحَدِكُمْ عُمُرَهُ}.
وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه
الله في أصول السنة:{فأدناهم صحبة أفضل من القرن
الذين لم يروه,و لو لَقُوا الله بجميع الأعمال}.
أولئك
آبائي فجئني بمثلهم&إذا جمعتنا يا جرير المجامع
وقال فيهم
الإمام أحمد رحمه الله تعالى أيضا:{و من الحجة الواضحة المعروفة الساطعة البينة,ذكر محاسنهم,و
الكف عن ذكر مساويهم,و الخلاف الذي شجر بينهم,فمن سب أصحاب رسول الله صلى الله
عليه و سلم أو أحد منهم أو تنقص أو طعن عليهم,أو عرض بعيبهم أوعاب أحدا منهم,فهو مبتدع
رافضي خبيث مخالف,لا يقبل الله منه صرفا و لا عدلا,بل حبهم سنة,و الدعاء لهم قربة,و
الأقتداء بهم و سيلة,و الأخذ بآثارهم فضيلة,و أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
هم خير البرية}.بتصرف.
قال الله تعالى:{وَالَّذِينَ
جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا
الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا
لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}.
قالت عائشة رضي الله عنها:{أُمِرُوا أَنْ
يَسْتَغْفِرُوا لِأَصْحَابِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَسَبُّوهُمْ}.
وَبِهَذَه الأية اِحْتَجَّ الإمام مَالِك فِي أَنَّهُ لَا حَقّ فِي الْفَيْء لِمَنْ سَبَّ الصَّحَابَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ،لِأَنَّ اللَّه تَعَالَى إِنَّمَا جَعَلَهُ لِمَنْ جَاءَ بَعْدهمْ مِمَّنْ يَسْتَغْفِر لَهُمْ.
وَبِهَذَه الأية اِحْتَجَّ الإمام مَالِك فِي أَنَّهُ لَا حَقّ فِي الْفَيْء لِمَنْ سَبَّ الصَّحَابَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ،لِأَنَّ اللَّه تَعَالَى إِنَّمَا جَعَلَهُ لِمَنْ جَاءَ بَعْدهمْ مِمَّنْ يَسْتَغْفِر لَهُمْ.
وقال النووي رحمه الله في شرحه على صحيح مسلم:{وَاعْلَمْ أَنَّ سَبَّ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ حَرَامٌ مِنْ فَوَاحِشِ
الْمُحَرَّمَاتِ,سَوَاءٌ مَنْ لَابَسَ الْفِتَنَ مِنْهُمْ وَغَيْرُهُ,لِأَنَّهُمْ مُجْتَهِدُونَ
فِي تِلْكَ الْحُرُوبِ مُتَأَوِّلُونَ}.
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في الفتح:{إختلف في ساب
الصحابي,فقال القاضي عياض رحمه الله:ذهب الجمهور إلى أنه يعزر,وعن بعض
المالكية:يقتل}.
وصدق الإمام مالك رحمة
الله عليه لما قال:{إن الذين يشتمون الصحابة إنما أرادوا رسول الله صلى الله عليه
وسلم}.
وكما قال أبو زيد القيرواني في
الرسالة:{وأن خيرَ
القرونِ القرنُ الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمنوا
به,ثم الذين يلونهم,ثم الذين يلونهم,وأفضل الصحابة الخلفاءُ الراشدون المهديون:أبو
بكر ثم عمرُ ثم عثمانُ ثم عليُ رضي الله عنهم أجمعين,وأن لا يذكرَ أحدٌ من صحابة الرسول
إلا بأحسن ذكرِ والإمساكُ عما شجر بينهم,وأنهم أحقُ الناس أن يلتمس لهم أحسنُ المخارج
ويظن بهم أحسنُ المذاهبِ}.
وقال أبو جعفر الطحاوي رحمه
الله تعالى:{ونحب أصحاب رسول الله صلى
الله عليه و سلم،و لا نفرط في حب أحد منهم؛و لا نتبرأ من أحد منهم،و نبغض من
يبغضهم،و بغير الخير يذكرهم،ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان،وبغضهم
كفر ونفاق وطغيان},إهـ.
وأقول:فكيف يجدر بشرذمة من الأوباش والأغمار و الأجلاف,بغال في مسلاخ بشر,لهم
قلوب الشياطين,لم يملكوا أن يمسكوا عن النباح فنبحوا أعرضهم,وهروا ظلالهم,لم
يعرفوا عبقرية الرجال وقيمة الأبطال,فأرخوا عنان ألسنتهم التي لازمام لها,ينعِقون
بما يسمعون و يهرفون بمالا يعرفون,إشتروا دنياهم بأبخس الأثمان,و زهدوا في الحور و
الجنان,واتبعواكل منافق وشيطان,لم يستضيؤا بنور مشكاة العدنان,وصاروايشتمونه
ويتنقصون من قدره في كل زمان,وهم أذل وأخس من شراك همان,وأحقرمن ذنب الشيطان,هم
خنازيرأهل النيران,وزبالة المجوس والكفران,لم يعرفوا للنبي صلى الله عليه وسلم
حرمة وإجلالا,ولا للصحب الكرام احتراما وتوقيرا,
هم شيعة عبد الله بن سبإ اليهودي الفنان,رضوا بأن يكون له بمنزلة الذنب من
الأثان,فالشيعة الروافض شر الأديان,و شنار على هذه الأمة ودمار,و شيوخهم دعاة على
أبوب النيران,فليحذر الذين يقتفون آثارهم,أن تصيبهم فتنة أو يحل عليهم سخط
الجبار,ساعات قلائل ثم ينزلون إلى اللحود,ويتركون القصور والدور,فلا يجدون في
قبورهم إلى الدود الذي لايعرف الحبيب والودود,ثم إلى لظى نزاعةٌ للشوى,تنتظركل من
خلق القول وكفر و افترى,فتذيقه من الزمهرير والسموم ما هوله أهل,وأما المُنْبَحُون,فكلا
وعد الله الحسنى.
والله لقد صدق عامر بن
شراحيل الشعبي رحمه الله حيث قال:{اليهود والنصارى أفضل من الروافض بخصلة،قيل لليهود:من
أفضل الناس؟ قالوا:أصحاب موسى.وقيل للنصارى:من أفضل الناس؟ قالوا:أصحاب عيسى.وقيل للروافض:من
شر الناس؟قالوا:أصحاب محمد)!.
قال عبد
الله ابنُ أبي داودَ السجستاني في حائيته:
وقلْ
خيرَ قولٍ في الصحابة كلهم&و لا تك طعّانا تعيب و تجرحُ
فقد
نطق الوحي المبين بفضلهم&وفي الفتح آيٌ في الصحابة تمدحُ
اللهم ارض عن الخلفاء الراشديـــــــــن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر الصحابة أجمعين.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إل باهيم إنك حميد مجيد,اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت
على إل باهيم إنك حميد مجيد,
اللهم اغفرنا
ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أسرفنا وما أنت أعلم به منا أنت
المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت.
اللهم انصر الاسلام والمسلمين,واخذل من خذل
المسلمين يارب العالمين.
اللهم لا تدع
لنا في مقامنا هذا ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته و لا كربا إلا نفسته,و لا
عسيرا إلا يسرته,و لا عدوا للإسلام إلا دمرته.
اللهم نعوذبك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء.
اللهم حَبَّبَ إِلَيْنا الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِنا
وَكَرَّهَ إِلَيْنا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ وجعلنا من
الرَّاشِدُينَ.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا,وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر.
اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت
وليها ومولاها.
اللهم اغفر لنا هزلنا وجدنا،
وخطأنا وعمدنا، وكل ذلك عندنا.....إلخ
تأليف الشيخ:عبدالقادر لعباد
تصنيف :
دروس مكتوبة
0 التعليقات:
إرسال تعليق