فريضة
الزكاة
إن الحمد لله،نحمده
ونستعينه ونستهديه،ونستغفره ونتوب إليه،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا،ومن سيئات أعمالنا،من
يهده فلا مضل له،ومن يضلل فلا هادي له،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،فرض
الزكاة على عباده تزكية للنفوس،وتطهيراً للقلوب،وتنميةً للأموال،وسداً لعوز المحتاجين،وتحقيقاً
لروح المودة والإخاء،والرأفة والرحمة والصفاء،وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله،ومصطفاه
وخليله،ومجتباه وحبيبه،صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما حاد الليل والنهار,وما هطل المزن على
الأزهار,وما غرد حمام أو طار,أما بعد:
أيها المسلمون:إن الزكاة فريضة من فرائض الإسلام,وثالث أركان هذا
الدين العظيم،فمن جحد وجوبها فقدكفر،قال رب البشر:{فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ
وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ}.
فالزكاة عبادة ماليه
من أداها طيبة بها نفسه دخل الجنة,فالزكاة هي سهم الإسلام,وفضل الرحمن,وبها نصل الضعفاء
والايتام,وقد خسر من لانصيب ولاسهم له في الإسلام.
وقد ذكرت فريضة
الزكاة في القرآن ثلاثين مرة،واجتمع ذكرها مع الصلاة في سبعة وعشرين موضعًا،وذلك
تعظيماً لشأنها،وتنويهاً بذكرها، وترغيباً في أدائها،وترهيباً من تركها والتساهل فيها,قال
جل في علاه وتقدس في علياء سماه:{وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا
الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ},وها هو أبو بكر الصديق رضي الله
عنه يقول في قولته الشهير:{والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة
والزكاة}.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما:{ثلاث
آيات نزلت مقرونة بثلاث لا تقبل منها واحدة بغير قرينتها,إحداهما قول الله تعالى:{وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول},فمن أطاع الله ولم يطع
الرسول لم يقبل منه,الثانية قول الله تعالى:{وأقيموا
الصلاة وآتوا الزكاة},فمن صلى ولم يزك لم يقبل منه,الثالثة قول الله
تعالى:{أن اشكر لي ولوالديك},فمن شكر الله ولم
يشكر لوالديه لم يقبل منه.
وجعل الله
تركها من خصال المشركين المكذّبين بيوم الدين,قال رب العالمين:{فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ
فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ}.
أمة الإسلام:لقد شرعت الزكاة
لحكم عظيمة،وأسرارٍ كثيرة،ومصالح جمة كبيرة،تعود على الأفراد والمجتمعات بالخير العظيم,والنفع
العميم،يقول العليم الحكيم:{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً
تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا}.
فما
هي الزكاة في اللغة العربية أيها الأحباب الكرام:هي النماء,والزيادة,والبركة,وهي عبادة مالية لا بدنية.
وأما في الشرع الحكيم:فهي المال الواجب بذله من الأموال الزكوية لمستحقه تعبداً لله,إن تم المِلْكُ
وحال الحول.
وزكاة المال إنما سميت زكاةً,لأنها تطهره من الحرام، وتكون سببا
لزيادته وبركته وكثرة نفعه،وتوفيقا إلى استعماله في الطاعات.
وإيجاب الزكاة إنما كان في السنة الثانية من الهجرة النبوية على
صاحبها أفضل الصلاة وأزكى السلام،على ما ذكره غير واحد من أهل العلم.
فالزكاة أيها الأحباب الكرام:هي ذات النصب والمقادير,من الذهب والفضة والأنعام والخارج من الأرض وعروضِ التجارة,وقد أجمع الفقهاء على وجوب
الزكاة في أربعة أصناف وهي:بهيمة الأنعام,وجنس الأثمان,وعروض التجارة,والمَكِيلُ
المدّخر من النبات والزرع.
وتجب على كل مسلم حر عاقل مالك للنصاب,إذا حال الحول على ما يملك من
المال سوى الزرع,فإن الزكاة لا تجب فيه إلاّ عند حصاده إذا بلغ النصاب,قال رب الأرباب:{وَآَتُوا حَقَّهُ
يَوْمَ حَصَادِهِ}.
وفي هذا يقول ابن عاشر في
المرشد المعين:
فرضت الزكاة فيما يُرْتَسَم&عين وحب و ثمار ونعم
ويجب إعطائها لمن يستحقها,و قد بين الله ذلك في أواسط
سورة التوبة,قال الله جل وتعالى:{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ
لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ
قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ
السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حكيم}.
أَيُّهَا
الإِخْوَةُ المُؤمِنُون:الزكاة هي فرض عين على كل من توفرت فيه شروط وجوبها,و قد
دل على فرضيتها كتاب ربنا وسنة نبينا وإجماع علمائنا.
فأما من كتاب ربنا:فقوله تعالى:{وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا
الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ},وقال تعالى:{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ
صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا}.وقال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ},وقال تعالى:{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا
اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ
وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}.
وأما من سنة نبينا فقد وقع في
الصحيحين من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما,قال:قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم:{بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ:شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ،وَإِقَامِ الصَّلاَةِ،وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ،وَالحَجِّ،وَصَوْمِ
رَمَضَانَ}.
وروى البخاري في صحيحه من حديث أبي
سفيان رضي الله عنه: في قصة هرقل عظيم الروم لماسئله عن النبي صلى الله عليه وسلم
فقال:{يأمرنا بالصلاة والزكاة والصلة والعفاف}.
وأخرج البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما:أن النبي صلى الله عليه وسلم: بعث معاذا رضي الله عنه إلى اليمن،فقال:{أدْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ،وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ،فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ،فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدِ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ،فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ،فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً فِي أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ}.
وورد في صحيح البخاري أيضا من حديث أبي هريرة رضي الله عنه:أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:دلني على عمل،إذا عملته دخلت الجنة,قَالَ الرحمة المهداة والنعمة المسداة صلوات ربي وسلامه عليه:{تَعْبُدُ اللَّهَ لاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا،وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ المَكْتُوبَةَ،وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ المَفْرُوضَةَ،وَتَصُومُ رَمَضَانَ},قَالَ:وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ أَزِيدُ عَلَى هَذَا، فَلَمَّا وَلَّى،قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:{مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ،فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا}.
وأخرج البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما:أن النبي صلى الله عليه وسلم: بعث معاذا رضي الله عنه إلى اليمن،فقال:{أدْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ،وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ،فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ،فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدِ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ،فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ،فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً فِي أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ}.
وورد في صحيح البخاري أيضا من حديث أبي هريرة رضي الله عنه:أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:دلني على عمل،إذا عملته دخلت الجنة,قَالَ الرحمة المهداة والنعمة المسداة صلوات ربي وسلامه عليه:{تَعْبُدُ اللَّهَ لاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا،وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ المَكْتُوبَةَ،وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ المَفْرُوضَةَ،وَتَصُومُ رَمَضَانَ},قَالَ:وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ أَزِيدُ عَلَى هَذَا، فَلَمَّا وَلَّى،قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:{مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ،فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا}.
و في صحيحين من
حديث عبد الله ابن عمررضي الله عنهما,أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:{أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ
النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ
اللهِ،وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ،وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ،فَإِذَا فَعَلُواذلك،عَصَمُوا
مِنِّي دِمَاءَهُمْ،وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا،وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ},ثُمَّ
قَرَأَ:{فذكرإِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ
بِمُسَيْطِرٍ}.
وأما إجماع
علمائنا:فقد انعقد على أنها ركن من أركان الإسلام,وأنها واجبة على كلِّ من توفرت
فيه شروطها.
يا من آمنوا بالله ورسوله،ما قيمة الأموال التي
تبخلون بزكاتها,إنها تكون نقمة عليكم،وثمرتها لغيركم.إنكم لا تطيقون الصبر على وهج
الحر أيام الصيف، فكيف تصبرون على نار جهنم،فاتقوا الله عباد الله،أدوا زكاة أموالكم،طيبة
بها نفوسكم،تنجون من عذاب ربكم.
فبـادروا بزكـاة المـال إن بها&للنفس والمال
تطهيراً وتحصينـاً
ألم تروا أن أهل المـال في وجـل&يخشـون مصرعهـم
إلا المزكينا
فهل تظنـون أن الله أورثـكــم & مالاً لتَشْقَوا
بـه جمعاً و تخزينـاً
أو تقصروه على مرضاة أنفسكم&وتحرموا منـه معدَماً
ومسكينـاً
ما أنتم غيـر أقـوام سيسألكم&إلهكـم عن حسـاب
المستحقينا
ولن تنالوا نصيبـاً من خلافتـه&إلا بأن تنفقـوا
ممـا تحبـونـا
أقول ما تسمعون
وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة
الثانية
الحمد لله على إحسانه،والشكر
له على توفيقه وامتنانه،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشانه،وأشهد
أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه،صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً
كثيراً إلى يوم الدين,أما بعد:
أيها المسلمون:الزكاة فيها الثواب الجزيل,والعز المقيم, والخير
الكثير,وفي أدائها حفظ المال وتحصينه,وتخليصه من الشرور, وفي الحديث:{إِذَا أَدَّيْتَ زَكَاةَ مَالِكَ فَقَدْ
قَضَيْتَ مَا عَلَيْكَ فيه}.
عباد الله:اتقوا الله تعالى
وأدوا ما أوجب الله عليكم من الزكاة،أدوها خالصةً لوجه الله طيبةً بها نفوسكم،واغتنموها
قبل أن تغرموها،واحذروا الرياء والسمعة،والمن والأذى عند إخراجها لأصحابها،فالزكاة
حق الله،لا تجوز المحاباة بها لمن لا يستحقها،ولا أن يجلب الإنسان بها لنفسه نفعاً،أو
أن يدفع بها ضرّاً،وليتق الله المعطي والآخذ،فلا يجوز لمن ليس من أهلها أن يأخذ منها
شيئاً،ولا حظ فيها لغني،ولا لقوي مكتسب،واعلموا أن الزكاة لا تنفع ولا تبرأ بها الذمة
إلا إذا صرفت في أحد المصارف الثمانية،التي حددها الله في قوله:{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ
عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ
اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.
هذا ولنجعل مسك الختام كثرةَ الصلاة والسلام على
بدر التمام,وشفيع الأنام,سيدِنا محمدٍ الرسول المصطفى,والنبي المجتبى,اللهم صل وسلم
عليه وعلى أزواجه أمهات المؤمنين الطاهرات,وعلى آله الأطهار,وصحابته الأبرار,وارض اللهم
عن خلفائه الأربعة,ذوي القدر العلي,والشرف الجلي,ساداتِنا أبي بكر وعمر وعثمان علي.
اللهم اغفرنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما
أعلنا وما أسرفنا وما أنت أعلم به منا أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت.
رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ
لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ.
اللهم انصر الاسلام والمسلمين,واخذل من خذل المسلمين
يارب العالمين.
اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبا إلا غفرته
ولا هما إلا فرجته و لا كربا إلا نفسته,و لا عسيرا إلا يسرته,و لا عدوا للإسلام إلا
دمرته.
اللهم حَبَّبَ إِلَيْنا الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ
فِي قُلُوبِنا وَكَرَّهَ إِلَيْنا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ وجعلنا من
الرَّاشِدُينَ.
اللهم آت نفوسنا تقواها،وزكها أنت خير من زكاها،أنت
وليها ومولاها.
اللهم فرج هم
المهمومين واقضي الدين عن المدينين وفك أسرى المأسورين واشف مرضانا ومرضى المسلمين .
تأليف الشيخ:عبدالقادر لعباد
تصنيف :
دروس مكتوبة
0 التعليقات:
إرسال تعليق